الخائنة.. تفاصيل صفقة "الجنس مقابل الطعام"
الندم قادها لتسليم العشيق لزوجها ليقتله.
فيديو فاضح للمتهمة على "موبايل" المجني عليه كشف الجريمة.
في كل مرة كان يرقد زوجها بجوارها يشتعل داخلها صراع عنيف، يجعلها تستحي من النظر في وجهه، تعرف أنه "شقيان" في عمله كحارس عقار وسايس يتولى ركن السيارات وغسلها بماء الشتاء البارد في ساعات الصباح الأولى التي يجلد فيها الهواء البارد "الوشوش" والأجساد، بالإضافة إلى كونه "عرفة مشاوير" يقضي حاجات السكان ويعود بها من السوق ليحملها على قلبه، ولا مانع أيضا من الاستعانة به في نقل أثاث أو توصيل "عفش"، كل المهن هي مهنة له، وكل الشقاء من نصيبه، لا راحة أبدا، وها هي تعود من جديد من بيت عشيقها مدنسة بالعار والخيانة، يجلد قلبها الشعور المخزي بالذنب والندم على ما قدمته في حق زوجها.
الفقر المدقع
مأساتها بدأت من الفقر، وانتهت بالدم، وكان مصيرها السجن، عندما طلب منها زوجها العمل في تنتظيف الشقق والخدمة فيها، لكنها رفضت في بداية الأمر وأخبرته أن هذه المهنة لا تليق بكرامته كرجل، لأنها تتطلب أحيانا الخدمة في بيوت الرجال العزاب، لكنه كان يثق في أخلاقها وحفاظها على عرضه وصيانتها شرفه، فرضخت إلى رغبته، حتى جاء اليوم الموعود.
شعر زوجها يوما بغثيان وألم يكاد يفتك بمعدته، وعلى الفور توجه إلى الصيدلية التي تقع في محيط سكنه، وهناك أخبر الصيدلي عن الأعراض التي تنتابه، فأعطى له علاجا بعد أن رق لحاله ورفض أن يأخذ ثمنه منه، لكنه طلب منه خدمة مقابل ذلك، أن يرشح له امرأة تقوم بتنظيف شقته وغسل ملابسه، لأنه يعيش وحيدا بعد أن انفصل عن زوجته، وعلى الفور رحب الرجل وهو ممتن لفضل الدكتور "السكرة"، وطلب منه العنوان ووعده بأنه سيرسل زوجته له في اليوم التالي.
الزوج يسلم زوجته للعشيق
عندما خطت بمشيتها في اتجاه العنوان الذي أعطاه لها زوجها، لم تكن تعلم أنها خطوات الشيطان الذي يستدرجها إلى عالم الرذيلة والدم، ظنت أنه "مشوار شغل" مثله مثل غيره، ولم تتوقع أنها ستخرج يوما من شقة الصيدلي، وقد حصلت على لقب "خائنة".
كان الصيدلي يفهم جيدا في معدن النساء، فلم يضيع وقتا للإيقاع بفريسته، هذه امرأة طحنها الفقر وفي حاجة إلى المال، وعندما عرض عليها صفقته الملعونة "الجنس مقابل الطعام"، لم ترفض أو تقاوم، فقد بهرها بالمال ولباقته وقدرته على النفاذ إلى أسرار جسدها الجائع، والذي فشل زوجها في تليبية رغباته بسبب "هدة حيله" طوال اليوم، وكانت هذه هي أول خطوة في طريق الجريمة المفروش بالرذيلة والخيانة.
تعددت اللقاءات المحرمة بينها وبين الصيدلي ، وقضت معه ساعات في العسل المسموم برضائها ورغبة منها.
الندم والاعتراف
ضميرها لم يدعها تغرق في بحر اللذة، كان لديها بقية من أخلاق تربت عليها، ودين علمها خشية الله، فكانت نفسها اللوامة تظل تلسع في روحها بكرباج الندم، حتى يجري دمعها حسرة على ما وصلت إليه.
لم تكن تلك المرأة خائنة بطبعها، ولم يكن زوجها تاجرا للأعراض، ولذلك قررت أن تعترف لزوجها بتفاصيل خيانتها، وهي تعلم أنه سيقتلها ثائرا لشرفه، لم يعنها ذلك، ولم تخش من الموت، ولم تفكر سوى في أن تزيح الحمل الثقيل من على قلبها، وفي تلك الليلة اعترفت لزوجها بكل تفاصيل خيانتها، بل وزادته من البيت شعرا بأن الصيدلي الذي أغواها بغوابة المال والجنس لم يكرهها على شيء، بل كان برضائها وموافقتها، وطلبت من زوجها أن يغفر لها، وإن لم يفعل وقتلها، فستكون راضية مطمئنة، وتطلب من الله أن يسامحه، لكنها ذكرته بأنه هو من سمح للشيطان أن يعتلي شرفهما، عندما طلب منها أن تذهب إلى بيته للخدمة فيه، فكانت خادمة المنزل والفراش.
فكَّر الزوج في كلام زوجته ووجد أنه بقتلها سيخسرها وهو يحبها، ورأى أن المذلة والحاجة هي من أعمت المسكينة وجعلها تسلم نفسها، ولذلك فإن الشيطان الذي أغواها من يستحق الموت، وطلب من زوجته أن تكفر عن سيئاتها إن كانت صادقة في توبتها، فتسلمه رقبة الخائن الذي مرمرغ شرفه في التراب، فوافقت الزوجة وعرضت عليه خطتها.
الانتقام من العشيق
في يوم الجريمة، مثلت الزوجة دورها بإتقان شديد، وذهبت إلى عشيقها، وهي في أوج زينتها وجمالها، وتأكدت أنه في غفلة عنها، فتحت الباب لزوجها الذي كان ينتظر أسفل العمارة، فدلف إلى الشقة وتربص كالنمر، وما أن رأى الرجل خارجا من الحمام عاريا، حتى عاجله بعدة طعنات نافذة في كل أنحاء جسده، وكأنه ينتقم من الجسد الذي لامس جسد زوجته، وعندما تأكد أنه قتل، ورأى دماءه، أخذ زوجته وهرب.
فيديو فاضح يكشف الجريمة
أبلغ الأهالي اللواء سامي غنيم، مساعد وزير الداخلية لأمن الإسكندرية، بالحادث، وأثناء فحص معاينة الجثة وفحص متعلقات المجني عليه، وقيام خبراء الأدلة الجنائية برفع البصمات، عثر اللواء شريف رؤوف، مدير إدارة البحث الجنائي، في "موبايل" المجني عليه على مقطع فيديو تظهر فيه المتهمة، وهي ترقص بملابس ساخنة، وما هي إلا ساعات قليلة حتى كان المتهمان في قبضة مباحث الإسكندرية التي ألقت القبض عليهما قبل هروبهما إلى بلدتهما، ليسدل الستار على جريمة "الجنس مقابل الطعام".