ساديو مانى يستحقها
يستحق لاعب كرة القدم السنغالي ساديو مانى؛ جناح أيسر فريق ليفربول الذي لم يتجاوز ٢٨ عاما؛ جائزة ولقب الأفضل فى أفريقيا، وهو ما فرح له مصريون؛ لم يغضبوا لغياب اللقب هذا العام عن نجمهم زميله فى الدورى الإنجليزي محمد صلاح، عدا صاحب ضربة جزاء مونديال إيطاليا ١٩٩٠ المصر على إثارة الجدل باصطناع سعادة مبالغ فيها خلال حفل الأمس بالغردقة.
مانى؛ بدأ مشواره الاحترافي فى ميتز وعمره ١٩ عاما؛ قبل أن يتحصل ليفربول على خدماته فى ٢٠١٦ ويقدم معه أداء رائعا يصعب مقارنته بمنافسيه فى الدورى الإنجليزي وأوروبا، وله من الألقاب ما أتاح لنجمه الظهور فى المنافسة المحلية الأقوى قاريا هناك، فسبق له تحقيق بطولتين للدوري النمساوي ومثلهما لكأس النمسا. نجم ليفربول؛ صاحب أسرع هاتريك في تاريخ الدوري الإنجليزي خلال "176 ثانية"؛ وبلغ إجمالي عدد أهدافه مع فريقه في 2019 “31 هدفاً، و13 أسيست”، كما دخل نادى المائة بين لاعبي ليفربول مطلع الشهر الماضي وتعداه بتسجيل 75 هدفاً وصنع 26 آخرين.
اقرأ ايضا: مؤتمر رئاسي لإنقاذ الأسرة المصرية
اللاعب السنغالى تعجب لتأخر تصنيفه فى استفتاء الكرة الذهبية الأرجنتيني ليونيل ميسي، لكن خبراء الملاعب يقدرونه بما يقدم من مجهود كبير وأداء فنى ممتاز فى مباريات فريقه داخل كل مساحات الملعب، خاصة أمام مرمى المنافسين والذين تجد حراسهم حائرين فى توقعاتهم لما يدور برأسه وطرق غزو شباكهم.
لعبت كرة القدم بأندية مميزة فى الصغر؛ بنفس مركز مانى داخل المستطيل الأخضر، وحرمتنى إصابة قدمى اليسرى "الأساسية" من استكمال مشواري الكروي، وفشلت فى إقناع والداي بأن لعب الكرة لا حرمانية به؛ فصرت صحفيا، وخلال سنوات صباي؛ تحولت صناعة النجم فى القارة السمراء إلى استثمار ذاتي ومنجم جديد لأجيال من ذهب فى عالم كرة القدم؛ بعد عقود تابعنا فيها ظاهرة مدارس الأندية الأوروبية وكشافيها تغزو القارة لنقل مواهبها إلى الشمال..
وما كان نجوم أفريقيا فى الدوريات الأوروبية سوى ترجمة واقعية لتلك السياسة الكروية التى اتبعتها أندية هولندية وإيطالية وإنجليزية وفرنسية بالأخص، قبل أن تنهض فى دول القارة صناعة ذاتية لنجوم العقدين الأخيرين فى دوريات أوروبا ومنتخبات بلادهم؛ ربما كان السر فى منح منتخبات أفريقيا خمسة مقاعد بالمونديال قبل نحو ثلاثة عقود؛ هو دفع استثمار أكبر فى مواهب أكثر قدرة على تقديم ذاتها للمساهمين فى تلك الصناعة.
واقرأ ايضا: كريسماس بطعم التسامح
الجوهرة السمراء السنغالية الجديدة؛ هو نتاج صناعة وطنية للنجم الموهبة فى بلاده حتى رحل إلى النمسا ثم إنجلترا، بينما نجمنا محمد صلاح بمكانته الحالية نتاج الاعتماد الكلي على ذاته، ربما يؤكد ذلك تفوقه وإنجازه مع فريق ليفربول وتذبذب مستواه لأسباب مختلفة مع منتخب بلاده؛ مقابل قيادة مانى للسنغال إلى المباراة النهائية لأمم أفريقيا بالقاهرة وبكاء مصريين على فقدانه اللقب رغم سعادتهم لأشقائهم الجزائريين بالبطولة والأداء الرائع.
فوز صلاح بلقب قاري يسعدنا كثيرا كسعادتنا بموهبته ونجاحاته فى الملعب؛ لكن فوز مانى الذي يستحق اللقب عن جدارة هذا العام يعلمنا أكثر كيف نفكر فى صناعة منظومة استخراج المواهب والنجوم؛ وتصديرهم والاحتفاظ لهم بمناخ يدعم استمرارهم سفراء لنا بملاعب العالم وذاكرة جماهير الكرة، وليس أدل على إمكاناتنا من حصول مصر على أفضل منظومة اتحادية قارية بحفل الأمس؛ لما قدمته من استضافات رائعة لبطولات كبرى خلال العام الماضى.