رئيس التحرير
عصام كامل

اعتذار باكينام


لم تجد الدكتورة باكينام الشرقاوي، مساعدة رئيس الجمهورية أمام فضيحة البث المباشر على الهواء لاجتماع الرئيس مرسي مع ممثلي عدد من الأحزاب والقوي السياسية عن سد النهضة سوي الاعتذار!

لكن الغريب أن دكتورة العلوم السياسية لم تعتذر عن البث المباشر على الهواء، لاجتماع يخص واحدة من القضايا شديدة الأهمية للأمن القومي، ولكنها اعتذرت فقط عن عدم إبلاغ عدد من الحاضرين بأن الاجتماع كان يبث على الهواء!

وكأن أسرار الأمن القومي، من الطبيعي، أن تناقش بهذا الشكل علنا أمام كل الأطراف والقوي الإقليمية، أمر مقبول أو جائز.. أو كأننا نتباهى بشفافيتنا لدرجة إهدار أسرار أمننا القومي!

وحتي إذا كانت السيدة باكينام نسيت أو غفلت عن إبلاغ السادة الحاضرين للاجتماع أنه يتم بثه على الهواء، فلماذا لم تتذكر أو تتدخل سواء هي أو أي أحد من مساعدي الرئيس أو حتي الرئيس نفسه لتنبيه الحضور بذلك الأمر، بدلا من أن يضطر الرئيس لإعلان احترامه في نهاية اللقاء لكل من إثيوبيا والسودان.

إن هذا ليس له سوي معني واحد يتمثل في أن الرئاسة خططت بالفعل لإذاعة هذا اللقاء بعبله على الهواء مباشرة.. إما لإحراج السادة الحضور أمام المشاهدين، وإما وهذا هو الأكثر سذاجة إبلاغ وتوصيل رسالة للجانب الإثيوبي بأننا أقوياء جدا ومستعدين لكل الخيارات كلها، كما قال السيد سعد الكتاتني رئيس حزب الرئيس ذاته.. وهذا في حد ذاته مصيبة.. وإما أن الرسالة كان مقصودا بها إبلاغ المجتمع الدولي بأن الحكم أكثر اعتدالا من بقية القوي السياسية.. ففي الوقت الذي تدق فيه هذه القوي طبول الحرب فإن الحكم يتحدث عن التفاوض والحوار، وتلك في حد ذاتها خيبة سياسية.
ولكي الله يا مصر!
الجريدة الرسمية