رئيس التحرير
عصام كامل

مصر بين دولة السيسى ودولة الجماعة 51


لا ترى دولة الجماعة مصر ولا ترى دينًا في مصر.. لا ترى حدودًا جغرافية ولا ثقافة مميزة للبلاد، ولم يُخطئ مهدي عاكف حينما تعرض لمصر "بطُزه" الشهيرة!! لقد كان يتكلم عن عقيدة وإيمان، من مُنطلق كونه إخواني المُعتقد، ولم يكُن قتل الإخوان لجنود مصر في رفح أو المواطنين المصريين في ميدان التحرير أو فيما عداهما من مواقع أخرى عبر تاريخ مصر الحديث خطأ، ولكن عن عقيدة بأن الإخوان شىء ومصر شىء مُختلف كليًا!!

وحينما نُشير إلى الجماعة، إنما نعني فقط مكتب الإرشاد وليس النائمون في طريقهم إلى تحقيق هدف هم لا يعلمون عنه شيئا، فالأعضاء وحتى العاملون منهم، مُلقنون، دون إدراك للهدف الحقيقي، وحينما تُكلمهم تجدهم يحفظون، لأنهم يعبدون أشخاصًا أو أحاديث لهؤلاء الأشخاص، وهو ما يجعلهم "خرافًا" لا وزن لها!!

ولا فرق بين فكر حسن البنا وفكر سيد قطب المشوشين، وقد اطلعت على وثائق الإخوان وما كان من البنا من التعامل مع رفيقه أحمد السكري وصراع السلطة داخل الجماعة، الذي يُشبه أي صراع سلطة في أي مؤسسة سياسية مدنية، بل يفوقه في الخسة حيث كان التكفير من قبل البنا لزميل الكفاح من أجل السُلطة، أو ما كان منه أيضًا في حكمه في القتل العمد تجاه المدنيين المصريين من اعتباره قتل خطأ، لأنه رأى الجماعة أعلى من الأمة المصرية مكانة، وهي النظرة السائدة داخل الجماعة حتى هذه اللحظة!!

ومن يدعي وجود فارق بين البنا وقطب ويصطنع خطوط فصل وهمية بين فكر الشخصين، يعاني الشيزوفرنيا ويدعى تركه الجماعة بينما يظل فكريًا منتميًا لها، لأن الفكر الإخواني هو فكر مريض مشوه للدين والوطن معًا، وهو مرفوض ككل على مستوى الاعتدال المصري!!

ولا أفهم لماذا يشغل مُسلمًا نفسه بتطوير الفكر المُحرف لحسن البنا أو لسيد قطب ويدعي دينيته، بينما لدينا رسالة أصلية وصحية كاملة من الله، أوحي بها لرسوله محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام؟! أيريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم؟!

لقد أدمنوا التعاون مع أعداء مصر ضد المصريين بحجة نشر الإسلام المُنتشر أصلًا، وهم في الحقيقة كانوا ولايزالون يريدون أن ينشروا فكرهم الخارج عن الإسلام من أجل امتلاك السلطة الدنيوية، وبالتالي يستحقون لقب "الخوارج" مثلما كان ممن سبقهم من رُعاة الفتنة في الدولة التي صنعها المُسلمون العرب الأوائل.

وحاولوا عبر انقلابين أن يصنعوا ثورتهم: الأولى في يوليو 1952 من خلال الضباط الأحرار والثانية من خلال اغتيال السادات في 6 أكتوبر 1981. وفشلوا في المرتين، ولكنهم تعلموا من الدروس، وأدركوا أن العمل مع الجيش أو ضده علنًا لن يوصلهم إلى مُبتغاهم، كما فهموا أن عملهم وحدهم خطر، لأنهم في مواجهة دائمة مع الدولة، فكان العمل من خلال المدنيين كواجهة، وباستغلال شبكة النت بنشر أكاذيبهم ضد النظام، ثم بتطويع شبكات التواصل الاجتماعي لحشد المدنيين الغاضبين والجاهلين بحقائق الأمور.

فكانت نكسة يناير 2011، وكان أساس عملهم اغتيال المدنيين ثم نشر الفتنة، كما تخصصوا دومًا وتقسيم المصريين إلى مُعسكرات ما بين فلول وثوار.. إلا أن المدنيين المُصدقين للإخوان - في البداية - تمكن جهلهم منهم، وحملوا فكر الإخوان وساهموا في تقسيم المصريين ومحاولة كسر هويتهم لصالح الإخوان!!

ثم كانت الحرب المُستمرة حتى اليوم ضد الجيش، لصالح الخارج الممول لثورتهم، ولاتزال هناك قلة من المُحركين المدنيين يمضون على طريق الإخوان لأنهم وُعِدوا بمكاسب تُمثل أثمانا بخسة مقابل بيعهم الوطن!!
ولكن لن تسقط مصر!!
وللحديث بقية..
والله أكبر والعزة لبلادي،
وتبقى مصر أولًا دولة مدنية.
الجريدة الرسمية