يسري عزام: النبي أول من غرس قيمة التكافل بين الصحابة
أكد الشيخ يسري عزام، إمام وخطيب مسجد صلاح الدين بالمنيل أن التكافل الاجتماعي قد أصله الحبيب صلى الله عليه وسلم، بنفسه ثم الصحابة وللأمة جميًعا فعندما دخل صلى الله عليه وسلم البيت وجد عائشة وقد ذبحوا شاة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما بقي منها؟، قالت: ما بقي منها إلا كتفها، قال: بقي كلُّها غير كتفها” .
وأوضح عزام، أن الرسول بدأ بنفسه ثم بأصحابه حيث غرس فيهم قيمة التكافل الاجتماعي، فعندما جلس معهم قال لهم : “مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ صَائِمًا؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَا، قَالَ: «فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ جَنَازَةً؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَا، قَالَ: «فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مِسْكِينًا؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَا، قَالَ: «فَمَنْ عَادَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مَرِيضًا؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ”.
تابع أيضا.. أفضل طرق علاج الهم والغم ومرض الاكتئاب
وأضاف أن التكافل الاجتماعي يكون بين الجيران فيقول (صلى الله عليه وسلم): “يا أبا ذر، إذا طبختَ مرقةً فأكثِر ماءها أي: إذا طبخت لحماً فأكثر ماءه، وتعاهد جيرانك” , حتى الجار الذي يختلف معك في العقيدة ، فلا يجوز أن يناله أذى، بل يجب عليه أن يتعامل معه وفق تعاليم الإسلام السمحة، قال تعالى : “لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ” ، فيجب على المرء أن يفعل الخير قدر استطاعته ، ينفعه ذلك في آخرته يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ” , ولا ينفع الإنسان إلا ما قدم من عمل صالح ينفعه في الدنيا والآخرة قال تعالى:” وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ” , كما أن التكافل من أقوى مظاهر رقي الدول وتقدمها .