الشيخ علي يوسف يقود حملة صحفية لمساندة ليبيا
وتعود قصة تكوين الهلال الأحمر فى مصر إلى أنه عندما ذهب جيش مصر بقيادة القائد الإنجليزى هكس عام 1896 للقضاء على ثورة المهدى واسترداد السودان ووضعها تحت الحماية البريطانية بدعوى استعادة الأراضى الجنوبية لمصلحة الدولة المصرية ، وما إن دخل الجنود المصريون السودان بدءا بمنطقة الأبيض حتى واجه الجنود العطش والجوع الشديد وحرارة الجو المرتفعة، وما إن وجدوا عين ماء حتى اندفعوا للشرب منها ، فخرج عليهم الدراويش من رجال المهدى بالسودان وذبحوهم جميعا.
فى ذلك الوقت كان الشيخ محمد عبده يعمل قاضيا بمحكمة الاستئناف وكان يرى أن الأصل فى ديننا الحنيف هو السلوك الحميد والتكاتف بين عموم المصريين، فقامت فى رأسه فكرة ميلاد هيئة خاصة تقوم بتقديم المعونة للمحتاجين بعيدا عن الحكومة لهذا تحرك المصريون نحو العمل الإنسانى فاجتمع العقلاء المصريون فى يناير عام 1912 بمنزل أحمد سيوفى باشا ليبدأ الاكتتاب والتبرعات المصرية، وكان الخديو عباس حلمى الثانى أول المتبرعين وتبعه رئيس وزرائه مصطفى باشا فهمى إلى جانب طابور طويل من المصريين وعندما قامت إيطاليا بمهاجمة ليبيا لاحتلالها وجدت الهيئة الوليدة فرصتها للقيام بدور وطنى وتثبيت أقدام الهلال الأحمر وقد بثت الأهرام ذات الأصل الشامى مقالات الدعوة للتبرعات الخاصة بالهلال المصرى ومهمته مع المرضى والفقراء وقد تزعمت الأهرام هذا العمل وحدها.. أما جريدة المؤيد لصاحبها الشيخ على يوسف كانت صاحبة البصمة الكبيرة لصداقة صاحبها للخديو عباس الذى أصبح رئيسا للهلال الأحمر المصرى فكانت محاولة مساعدة الجيش الليبى ورفض كتشنر المعتمد البريطانى فقامت المؤيد بحملة كبيرة لمقاطعة التجار الإيطاليين وبضائعهم وسحب المصريين لودائعهم من بنك روما وبذلك استطاع القائد المصرى عزيز المصرى الدخول وإخوانه إلى ليبيا فى صفوف المقاومة، وتبنت الدعوة إلى جمع التبرعات لجمعية الهلال التى ضمت أهم الشخصيات فى تاريخ مصر.
"حواديت 2020" في معرض القاهرة الدولي للكتاب
وفى يناير عام 1912 أقيم سوق خيري لبيع المعروضات لصالح جمعية خيرية جديدة هى جمعية الهلال الأحمر، واشتملت معروضات السوق على ساعة ذهبية من محل بنش الجواهرجى، 36 زجاجة قطرة للعين، علبة سجائر فضية و36 علبة حبوب أدوية و21 صندوق سجائر من ماركة الزهرة بالاضافة الى سجادة صلاة قطيفة وزوج أساور ذهب من الست أمينة الصيرفية، وسبحة مرجان وأخرى ذهب وعدد 100 نسخة من رواية البؤساء مهداة من أحد الموظفين.