رئيس التحرير
عصام كامل

هل يمكن الاستفادة من فوائد البنوك فى عمل الخير ؟

فيتو

تجمع بعض الجمعيات أموال الخير طول العام فى شكل اشتراكات وتودعها فى احد البنوك بفوائد للاستفادة منها فى أعمال الخير ومشروعات خيرية فهل هذا يجوز ؟ يجيب الشيخ جاد الحق على جاد الحق عن دار الفتوى بالأزهر الشريف فيقول :

 

جرى اصطلاح فقهاء الشريعة الاسلامية على أن الربا هو زيادة مال بلا مقابل فى معارضة مال بمال ، وقد حرم الله سبحانه وتعالى الربا بالآيات الكثيرة فى القرآن الكريم ، وكان من آخرها نزولا على ماصح عن ابن عباس ــ رضى الله عنهما ـــ قول الله سبحانه وتعالى (الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذى يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا ، وأحل الله البيع وحرم الربا ، فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ، ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ، يمحق الله الربا ويربى الصدقات ، والله لا يحب كل كفار أُثيم ) البقرة 275 ــ 276 ومحرم كذلك بما ورد فى الحديث الشريف الذى رواه البخارى ومسلم وغيرهما عن أبى سعيد الخدرى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر والشعيربالشعير والتمر بالتمر ، والملح بالملح ..مثلا بمثل يدا بيد ، فمن زاد أو استزاد فقد أربى الأخذ والمعطى فيه سواء "  ولما كان مقتضى هذه النصوص أن كل زيادة مشروطة فى القرض قدرا وزمنا تعتبر من ربا الزيادة المحرمة قطعا . كانت الزيادة التى تحصل عليها الجمعية بوصفها فائدة محددة قدرا وزمنا على ودائعها من باب ربا الزيادة ، والتعامل بالربا أخذا وعطاءا من كبائر المحرمات فى الإسلام .

حكم العمل في المؤسسات الخيرية الغربية؟ 

فلا يحل أخذ فائدة من البنك من أموال جماعة الحج المودعة لديه بحجة صرفها فى وجوه الخير ، لأن الغاية لا تبرر الوسيلة المحرمة ، والله طيب لا يقبل إلا طيبا كما ورد فى الحديث الشريف، والله سبحانه وتعالى يقول (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه واعلموا أن الله غنى حميد ) .

الجريدة الرسمية