رئيس التحرير
عصام كامل

وطن جريح


لن يتقدم وطن يتولى أمره مجموعة من الجهلاء، ويحاول فصيل واحد السيطرة على كل شيء وأي شيء، عندما تغيب الشفافية يصبح المجتمع عرضة للانهيار والسقوط، ويبدو أن جماعة الإخوان المسلمين لا تريد لمصر أن يستقيم لها عود، وكانت أزمة إثيوبيا والمياه هي الضربة القاضية التي ستقصم ظهر مصر العليل.

التخبط الذي أدارت به مؤسسة الرئاسة ووزارة الموارد المائية والري أزمة سد النهضة الإثيوبي أفرز عشرات الخلافات والاختلافات بين أعضاء اللجنة الثلاثية وبين الوزير وكذلك بين هشام قنديل وبين بهاء الدين وزير الري، وستنتهي بإقالة الجميع ومحاكمتهم بتهمة الخيانة العظمى لمصر.

الموجع أن سد النهضة سيؤثر على القطاع الزراعي في مصر في مشروعات التنمية الزراعية في شمال سيناء، وتوشكى والوادي الجديد ومنطقة شرق منخفض القطارة، وسيؤثر على الاستزراع السمكي في مصر والكهرباء وسيؤدي إلى بوار 3 ملايين فدان وتشريد 6 ملايين مواطن.

المضحك في الأمر أيضا هو الاجتماع الهزلي للدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية أمس مع القوى الوطنية والأحزاب والرموز والذي فضح الصفوة أمام عامة الناس، ولا أدري هل تعمدت الرئاسة عدم إبلاغ القوى السياسية بأن الاجتماع سيبث على الهواء مباشرة، لإحراجهم أمام الناس قبل مظاهرات 30 يونيو القادمة، على الرغم من اعتذار الدكتورة باكينام الشرقاوي مساعد رئيس الجمهورية.
 
التخبط السياسي في مصر جعل إثيوبيا تستغل ما حدث في اجتماع الرئاسة لترفع دعوى قضائية أمام المحكمة الجنائية الدولية ضد مصر بتهمة التحريض ضد مشروعاتها بعدما طالب الدكتور أيمن نور بالضحك على إثيوبيا بأننا اشترينا طائرات حربية لضرب سد النهضة، وهو ما أثار استياء جميع من شاهدوا الحوار الوطني الذي زاد الأمور تعقيدا كما قال خبراء المياه في مصر.
 
الجميع يجب أن يحاكم على إهدار كرامة وسمعة مصر أمام العالم، لأن إثيوبيا بدأت تتعامل مع مصر على أنها دولة ضعيفة تفتقد إلى الرد عليها، وهو ما جعل الصحافة الإثيوبية تقول "كسرنا الإرادة المصرية"، وهو ما جعل الناس يترحمون على أيام مبارك الذي كان يخرس كل الألسنة وما كان لإثيوبيا أن تتجرأ على مصر أبدا.
الجريدة الرسمية