افتتاح المعبد اليهودي بالإسكندرية بعد الانتهاء من ترميمه
يفتتح الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، معبد إلياهو هانبي المعروف باسم المعبد اليهودي بالإسكندرية خلال أيام، بعد الانتهاء من ترميمه.
وتبلغ مساحة المعبد الإجمالية 4200 متر مربع، وهو عبارة عن طابقين: أحدهما للرجال والآخر للسيدات، ويحتوى على مكتبة مركزية قَيّمة، يعود تاريخ بعض وثائقها للقرن الخامس عشر، كما يضم المعبد صفوفًا من المقاعد الخشبية تسع 700 شخص، بالإضافة إلى صناديق من الرخام مخصصة لجمع التبرعات لليهود من الفقراء والمرضى، وعدد من المكاتب الخاصة التى قدّمت الخدمات إلى أبناء الطائفة.
تفاصيل أعمال ترميم جامع الفتح الملكي في عابدين | صور
المعبد اليهودى تمت تسميته على اسم إلياهو النبى، أحد أنبياء بنى إسرائيل، الذى يعتقد اليهود، بحسب العهد القديم، أنه سيأتى فى المستقبل مبشرًا بخروج يأجوج ومأجوج، اللذين يُروى أنهما سيظهران من أحد مواقع آسيا ويلتهمان الأخضر واليابس فى طريقهما.
ويعرف بأنه أقدم معبد فى الشرق الأوسط ولم يُنفذ له مشروع ترميم شامل بهذا الشكل منذ نشأته وحتى الآن، وإنما كانت الأعمال لا تتعدى كونها أعمال صيانة وترميمات بسيطة لدرء الخطورة أو التعامل مع حادث عارض مثل سقوط سقف شخشيخة مصلى السيدات الموجودة بالطابق الثالث للمعبد، والذى وقع فى فبراير من عام 2016 بفعل النوات الشتوية الشديدة التى تهب على الإسكندرية كل عام، ولكن بهذا الشكل، لم يتم تنفيذ مشروع شامل للمعبد.
وهناك بعض المعابد اليهودية فى الإسكندرية، أشهرها معبد إلياهو هنابى، ومعبد دى منَشَّى، الذى شيده يعقوب دى منشَّى الذى ترأس الطائفة اليهودية فى القاهرة عام 1869، والذى انتقل فى العام 1871 للإسكندرية، كما يوجد شارع فى الإسكندرية باسم يعقوب منَشَّى، وتزخر الإسكندرية بمعابد يهودية أخرى لكنها غير مشهورة، مثل معبد إلياهو حزان الموجود فى شارع فاطمة اليوسف فى حى سبورتنج، والذى بنى عام 1928، ومعبد جرين الذى شيدته عائلة جرين فى حى محرم بك عام 1901، ومعبد يعقوب ساسون الذى شُيد فى عام 1910 فى جليم، بالإضافة لمعبد كاسترو، الذى أقامه موسى كاسترو عام 1920 فى محرم بك، ومعبد نزاح إسرائيل الأشكنازى الذى بُنى عام 1920، ومعبد شعار تفيله، الذى أسسته عائلات انزاراوت وشاربيه فى عام 1922 فى حى كامب شيزار.
وأوضح العميد هشام سمير إبراهيم، مساعد وزير الآثار للشؤون الهندسية، أن الحياة تعود من جديد للمعبد، حيث يشهد افتتاحه حضورًا دبلوماسيًّا وسياسيًّا على أعلى مستوى، ومن المقرر أن يحضر نحو 20 سفيرًا و 20 وزيرًا، فضلًا عن رئيسى الطائفة اليهودية فى القاهرة والإسكندرية، ومحافظ الإسكندرية، ومسؤولى وزارة السياحة والآثار، واصفًا الافتتاح بـ«الأسطورى».
وأضاف «سمير»، أنه جرى الانتهاء من مشروع الترميم للمعبد بتكلفة 100 مليون جنيه فى إطار اهتمام الدولة المصرية والقيادة السياسية بآثارها وتراثها بغض النظر عن نوعها.
المعبد يشهد أولى أعمال ترميم منذ إنشائه، حيث إنه كان يتم عليه أعمال صيانة دورية فقط، حيث بدأت أعمال ترميمه فى أغسطس 2017، وذلك تحت إشراف وزارة الآثار وذلك بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية فى 17 مايو 2017 وأن أعمال الترميم سوف تستمر لمدة عام تقريبا.
الحكومة المصرية كانت قد خصصت مليارا و270 مليون جنيه مصري للانتهاء من أعمال ترميم 8 مشروعات بالوزارة وهي المعبد اليهودي، المتحف القومي للحضارة المصرية، وتطوير هضبة الأهرامات، وقصر البارون، وقصر محمد على بشبرا، واستراحة الملك فاروق بمنطقة أهرامات الجيزة والمتحف اليوناني الروماني وقصر الكسان بأسيوط.
من جانبه، قال المهندس وعد الله أبوالعلا، رئيس قطاع المشروعات بالوزارة، إن البدء في أعمال ترميم المعبدجاءت بعد الانتهاء من إعداد جميع الدراسات العلمية والهندسية الخاصة به وستشمل أعمال الترميم المعماري وأعمال الأرضيات، وفك الألواح الخشبية، وإزالة البياض الداخلي والخارجي، وأعمال الشبابيك والأسقف الخشبية وأعمال الترميم الإنشائي والموقع العام.
وأضاف أنها ستشتمل أيضًا على أعمال الترميم الدقيق من حيث التكسيات والعناصر الرخامية والزخارف الجصية والزجاج المعشق بالرصاص، وأعمال ترميم الأخشاب، وكذلك أعمال الكهرباء ومكافحة الحريق وصرف المياه.