رئيس الإنجيلية يعدد مكاسب ميلاد المسيحي: واجه خطاب الكراهية
قال الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر: إن ميلاد المسيح له أبعاد وتأثيرات عديدة، ولكنه في أحد أبعاده يُعتبر نقطة البداية لنموذج حياة مختلفة مليئة بالرحمة والحق وصنع السلام والتضحية.
فالميلاد هو نقطة انطلاق لحياة غير أنانية لا تطلب ما لنفسها. وبكلمات أخرى، هذا يعني أن ميلاد السيد المسيح يشكّل "نوعًا جديدًا من الوجود"، أي طريقة جديدة للعيش لا تقصي الآخر ولا تجنبه أو تهمشه، بل تدعوه للحياة بكل ملئها.
وأضاف خلال احتفالات الطائفة الإنجيلية بعيد الميلاد المجيد، المقامة بالكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة، أن احتفالنا اليوم بالميلاد في حقيقته إذن هو احتفال ببداية هذه النوعية من الحياة الجديدة؛ الأب متى المسكين يسميها "بشرية جديدة مسقط رأسها بيت لحم"، ويدعوها الرسول بولس "خليقة جديدة". وأوضح رئيس الإنجيلية أن الميلاد هو هدية إلهية للبشرية، نموذج جديد يهديه الله للبشرية لكي تقتفي أثره.
وتابع "لن نستطيع أن نفهم الميلاد فهمًا دقيقًا ونقدر أهميته دون أن نفهم طبيعة المرحلة التي وُلِد فيها المسيح. لقد اتسمت هذه المرحلة بانتشار خطاب الكراهية والتمييز ضد الآخر، كما ساد أسلوب إقصاء المختلف والتهميش الرافض لنوعيات مختلفة من البشر. وكان التنوع مرفوض على مستوى الدين والعرق والنوع (Gender)، وعلى كل المستويات الاجتماعية. بالإضافة إلى ذلك، ساد الظلم الاجتماعي والقهر فئات مختلفة من المجتمع، وانتشر الفساد عن طريق الرشاوي، وفسد النظام القضائي"، نعم، كانت مشكلة روحية لها دلالة مع الإنسان اجتماعية من الدرجة الأولى".
وأكد أن حياة المسيح الغنية بالدروس لديها الكثير لتعلمه لنا اليوم، ولكن أكثر من أي أمر آخر، فإن خطاب المحبة الذي تبناه المسيح يعلمنا اليوم أن الرحمة والمحبة هي من أولويات الإيمان، إننا لو تأملنا حركة مسار فكر المسيح سنجدها حركة منفتحة تسعى نحو قبول الآخر وضم المختلفين معًا في تنوع يثري الحياة ولا يهددها. وبالنسبة للمسيح، الانغلاق هو الذي يهدد حياة الآخر، بل هو الذي يدمر الحياة بكل اشكالها. لكن الانفتاح وفهم الآخر دائمًا يقود للسلام والتعايش المشترك.
بالإضافة إلى ذلك، فإن حياة المسيح تعلمنا أن هناك دائما مكان للآخر في ظل خطاب الكراهية السائد الذي ينادي بالدمار والموت. هناك حياة مُقدمة لكل إنسان فقط لأنه إنسان مخلوق على صورة الله.