رئيس التحرير
عصام كامل

"أخونة" النشاط الصيفي تثير غضب المعلمين.. "ضوة": الإخوان يريدون السيطرة على المدارس.. "الأشقر" يحول المؤسسات التعليمية إلى ساحات للصراع الحزبي.."السروجي": الوزارة لن تسمح بتسييس الأنشطة المدرسية

الدكتور إبراهيم غنيم
الدكتور إبراهيم غنيم

موجة من الغضب تجتاح نشطاء المعلمين بسبب الموافقة التي أبداها الدكتور إبراهيم غنيم، وزير التربية والتعليم، على طلب حزب "الحرية والعدالة" بتنظيم عدد من المسابقات الفنية والتربوية لطلاب المدارس " كنشاط صيفي للمدارس".


وكان طلب "الحرية والعدالة" قد تضمن الموافقة على إقامة مسابقة للفنون التشكيلية، وأخرى للابتكارات والاختراعات العلمية، ومسابقة للغات وكيفية التحدث بها، بالإضافة إلى مسابقات المدرسة المتميزة والمعلم المتميز، وأصدقاء الطلبة، ومشروع تنمية القدرات العقلية للطلاب الموهوبين، وكذلك قافلة لتعليم التفكير وتنمية المهارات العقلية للموهوبين.

موافقة الوزارة على طلب "الحرية والعدالة" أثارت موجة من ردود الأفعال بين نشطاء المعلمين، حيث أكد طارق ضوة المتحدث باسم نقابة المعلمين المصريين المستقلة بالشرقية أن تدخل حزب "الحرية والعدالة" في شأن المدارس ليس جديدا، مشيرا إلى "بروتوكول" التعاون الذي وقعته الوزارة من قبل مع الحزب، بهدف تطوير المدارس، مؤكدا أن جماعة الإخوان المسلمين تبحث عن ثغرة تمكنها من التغلغل داخل المدارس، وفرض أفكارها على الطلاب الصغار.

ومن جهته أوضح أشرف فودة عضو اللجنة التنسيقية العليا للمعلمين أن جماعة الإخوان المسلمين تدرك أهمية النشاط في الوصول إلى عقول التلاميذ الصغار، من أجل السيطرة عليهم، مؤكدا أن مدارس الجماعة تركز في تعاليمها على الأنشطة التربوية التي يمكن من خلالها بث الأفكار الإخوانية في نفوس الطلاب الصغار عن طريق الألعاب والمسابقات التثقيفية والترفيهية.

وأضاف أن ما فعله وزير التربية والتعليم بالموافقة على طلب "الحرية والعدالة" ليس بجديد عليه لأنه سبق له وأن وقع "بروتوكولا" للتعاون مع نفس الحزب من أجل تطوير المدارس، وهو ما أعطى الحزب فرصة للدخول وممارسة الدعاية الحزبية بين الطلاب الصغار.

من جهته أكد أحمد الأشقر أن وجود حزب الحرية والعدالة داخل المدارس قد يؤدي إلى تحول المدارس من ساحات لتعليم الطلاب إلى ساحات للمعارك الحزبية، حيث قد يسترعي ذلك انتباه الأحزاب الأخرى، والتقدم بطلبات مماثلة للوزارة، وهو ما سيضع الوزارة في مأزق، أنها لن تستطيع الرفض وإلا بذلك ستؤكد ما يثار حول نية الوزارة أخونة المدارس.

وأضاف "الأشقر" عندها سيكون مكتب مدير المدرسة عبارة عن دولاب لدروع الأحزاب المختلفة، وكل حزب يريد أن يظهر داخل المدرسة أكثر قوة من الحزب السابق عليه.

واعتبر "الأشقر" أن وزارة التربية والتعليم بهذه الطريقة تدار بطريقة عبثية، وأن الوزير الحالي لم يكتف فقط بتمكين الإخوان المسلمين من مفاصل الوزارة والمديريات، ولكنه يسعى إلى تمكينهم من نفوس الطلاب الصغار عن طريق مثل تلك المسابقات.

ومن جانبه قال محمد السروجي، المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم، أن الوزارة أرسلت كتابا دوريا إلى المديريات التعليمية، حمل رقم 4 لسنة 2013، من أجل تحديد العلاقة بين الوزارة ومؤسسات المجتمع المدني ومنها الجمعيات الأهلية والائتلافات الشعبية والنقابات المهنية والعمالية وجميع الأحزاب السياسية.

وأشار إلى أن الكتاب الدوري يؤكد على ترحيب الوزارة بكل جهد ميداني ملموس من جانب المجتمع المدني بالتنسيق المباشر مع المديريات أو الإدارات أو المدارس تيسيرًا للتعاون وتقديمًا للخدمات ووفقًا للقواعد والنظم المعمول بها في هذا المجال بشرط أن تتركز المساعدات على تقديم الخدمات المادية حسب حاجات المدارس من أعمال الإنشاءات والصيانات والتجهيزات والمشروعات الاجتماعية في مجالات التكافل الاجتماعي، والمشروعات الصحية بالتنسيق مع الجهات الطبية المعنية، والمبادرات التثقيفية ضد مخاطر التدخين والإدمان والتحرش ونبذ العنف.. وغير ذلك.

وأوضح "السروجي" أن الكتاب الدوري شدد على ضرورة أن يراعى في جميع الأحوال عدم ممارسة العمل الحزبي داخل المدرسة، مثل "المؤتمرات والندوات السياسية والدعاية الانتخابية " حفاظًا على وحدة المجتمع الطلابي والتزامًا بالنظام والقانون، كما يفضل توثيق هذه الأعمال والخدمات وفقًا لمعايير الجودة المتبعة في مجال المشاركة المجتمعية.

وأكد أن الوزارة لم ولن تسمح بأي تدخل من جانب المجتمع المدني والأحزاب في شئون المدارس خارج الحدود الموضحة بالكتاب الدوري المذكور، وأن السماح لأي حزب أو جمعية لإقامة المسابقات والأنشطة وفقا لهذا الكتاب الدوري بعيد تماما عن أخونة التعليم التي يزعم بها البعض.
الجريدة الرسمية