رئيس التحرير
عصام كامل

"القناوية" تحت رحمة "السموم"..عدم وجود مستشفى متخصص لإسعاف حالات التسمم.. وأهالي المحافظة يروون رحلة العذاب للنجاة

وزارة الصحة.. صورة
وزارة الصحة.. صورة أرشيفية

رغم التطور الصحي الذي تشهده محافظة قنا خلال الفترة الأخيرة إلا أن الأهالي ما زالوا يعانون من نقص أهم الخدمات الصحية التي تمثل بالنسبة لهم كارثة كبرى، وهي خلو المحافظة من وحدة سموم وعند وقوع حادث تسمم تتوفى الحالة قبيل وصولها إلى وحدة تسمم مستشفى أسيوط الجامعي المكان الوحيد على مستوى الصعيد الذي يستقبل تلك الحالات لإسعافها.

 

رحلة العذاب

يحيى منصور الراوي، أحد أبناء مركز أبوتشت، شمال قنا، قال إنه لا يوجد مركز لعلاج السموم على مستوى المحافظة، مشيرا إلى أنه منذ عام تقريبًا تناولت سيدة بالقرب من منزله صبغة شعر عن طريق الخطأ، ونقلت إلى المستشفي وقبيل انتهاء الإجراءات لإرسالها إلى أسيوط توفيت في الطريق.

وأضاف: "لم نعرف ذلك إلا عندما وصلنا بها إلى المركز بأسيوط، والمسعفون في سيارة الإسعاف لم يستطيعوا إنقاذها، لأن تلك الحالات تحتاج إلى متخصصين وحتى في المستشفيات المركزية بمجرد وصول حالات مشابهة يقول مسئولى المستشفيات الحالات دي بتموت..ريحوا دماغكم".  

وسرد محمد مصطفى الشاذلي، أحد أبناء مركز قوص، أنهم عانوا ذات مرة مع فتاة جارتهم تناولت أقراص الغلة عن طريق الخطأ وللأسف بعد أن ذهبنا للمستشفي وتم تحويلنا على أسيوط توفيت في الطريق وللأسف اضطررنا للعودة بها لإنهاء إجراءات تصريح الدفن ودخلنا في مشكلة بسبب جواب التحويل وبعد مداولات وفحص وطلب تقرير الطب الشرعي تمت إجراءات تسليم الجثمان بالإضافة إلى الاتهامات التي واجهتنا عند العودة.

وحدة سموم جديدة

وطالب الدكتور صابر محمود، أحد أبناء مركز نقادة، بضرورة أن تكون هناك وحدة للسموم بالمحافظة لإنقاذ حالات التسمم، لافتًا إلى أنه من أصعب أنواع التسمم هو بالصبغات وأقراص الغلال التي تؤدي إلى الموت، ونادرًا مايتم إنقاذ تلك الحالات خاصة أنه لايوجد إسعاف في المستشفيات المركزية والوحدات الصحية بالطبع الخالية من الأطباء، وفى الوقت الذي تستغرقه الحالات في النقل والتحويل لاقرب مستشفى ومنها إلى وحدة سموم أسيوط يكون السم قد سري بالجسم وتوفيت الحالات قبل التحرك أو في الطريق.

ونوه بيتر مجدي، أحد أبناء مركز نجع حمادي، شمال المحافظة، إلي أن أي حالات تسمم يتم تحويلها إلى قنا العام، وحتى تصل الحالة ويتم فحصها لمعرفة سبب المعاناة المرضية وتحويل الحالات الصعبة إلى وحدة سموم أسيوط الجامعي والمسافة التي تصل إلى نحو 300 كيلومتر بالإضافة إلى العثرات الموجودة بالطريق وهو ما يعني وفاة الحالة.

من جانبه أكد الدكتور رمضان الخطيب،وكيل وزارة الصحة بقنا، أنه جار تجهيز وحدة سموم بمستشفي قنا العام وتوفير كافة ما يلزم لتلك الوحدة، والتي ستكون أول وحدة على مستوى الصعيد بمستشفي عام.

نقلًا عن العدد الورقي...،

الجريدة الرسمية