رئيس التحرير
عصام كامل

هاتولو راجل!


أعتبر نفسى، ولى الحق فى ذلك، من المحبين والمؤيدين لآراء باسم يوسف، بل من الألتراس الخاص به، فهو شخص حيادى، وطنى، غير محسوب على أحد، على الرغم من أنه محسوب ضد الإسلاميين دائمًا، محترم، صاحب دم خفيف، يمتلك صفات الإعلامى المحترف، استطاع أن يحقق حلمه بأن يكون "جون ستيوارت" العرب، ليس بالفهلوة والفكاكة، ولكن بالعمل والتخطيط والتنظيم والحرفية، والأهم .. الموضوعية.

هذا هو باسم يوسف الذى نجح فى أن يكون من أهم الإعلاميين فى العالم العربى فى أقل من عامين، واستطاع أن يتفوق على غيره من الإعلاميين الذين اشتكى منهم "أسفلت" مدينة الإنتاج الإعلامى و"رخام" مبنى ماسبيرو، وذلك للأسباب السابقة، بالإضافة لكونه أحد الوجوه البارزة من ثورة 25 يناير .. ولكن، كان هذا تقييمى الشخصى لباسم يوسف قبل أن يذهب إلى CBC، فهل اختلف باسم بعد الذهاب إلى هذه القناة عما كان عليه قبل التعاقد معها؟.
سؤال تجيب عنه بعض الملاحظات المختصرة التالية .. من تابع باسم يوسف جيدًا منذ بدايته يعلم أنه إنسان موضوعى، لكن هل ما فعله باسم مع الدكتور باسم خفاجى به موضوعية؟، هل قص كلمة من حديث كامل والسخرية منها دون إظهار باقى الحديث عدل وموضوعية؟ لم يكن باسم يفعل ذلك من قبل .. كذلك لم يكن برنامجه مكاناً للإفيهات والإيحاءات، بل كان دائمًا يشاهده الكبير قبل الصغير دون أن يضايقه أى لفظ أو يمنع أولاده من مشاهدة باسم بحجة أنه يخدش حياءهم، وكانت البنات تشاهده قبل الأولاد، لكن مؤخراً، أصبحت الإفيهات والإيحاءات الجنسية علامة مسجلة فى برنامج باسم يوسف.
كذلك لم يكن باسم يوسف يتحدث بشكل سيئ مع جمهوره، فمن العادى أن يقول لهم إن فقرة الضيف، التى عبر بعض جمهوره عن عدم أهميتها، موجودة فى كل البرامج، ولكن لم يقل لهم من قبل "لو مش عاجبك فقرة الضيف أقفل التليفزيون"، ولم يعايرهم يوماً مثلما فعل مؤخراً بعد شكوى جمهوره من الإعلانات الكثيرة، فقال لهم "مشكلتك مع القناة اللى عايزة تدفع تكلفة البرنامج عشان تتفرج مجاناً"، وكأنه يمن علينا بالمشاهدة المجانية، وكأنه أيضاً لا يعلم أننا لا نشاهد البرنامج مجاناً، فنحن ندفع كهرباء للتليفزيون، اللى شغال عليه البرنامج، ونشترى "لب وسودانى وبيبسى" لنأكل ونشرب أثناء مشاهدة البرنامج، وهناك من يفتح "تكييف أو دفاية" لكى يهيئ الجو المناسب للمشاهدة، والأهم يا باسم أن تعلم أننا من نشاهد البرنامج لتحصل قناتك على إعلانات ولتحصل أنت على راتبك، فلولانا لما حصلت أنت ولا برنامجك على أى قرش، ويجب أن تعلم أن جون ستيوارت الذى تحلم بأن تكون مثله لم يتحدث مع جمهوره فى يوم من الأيام بهذه الطريقة.
باسم تغيّر بالفعل، فى طريقته، فى أسلوبه، وفى تعامله مع محبيه، ليس بالتغيّر الكبير ولكنه مؤشر سيئ لكل من يحبون باسم مثلى، فلن نجد كل يوم مذيعًا يملك هذة الروح والأدوات والكاريزما يرسم البسمة على وجوهنا، ولو كلف باسم يوسف أحد أفراد طاقمه الكبير ليقوم بعمل تقرير مبسط بالأرقام من خلال حلقاته الموجودة على اليوتيوب، لوجد أن أغلب مشاهديه قبل انتقاله إلى CBC كان من الفتيات، أما بعد انتقاله للمحطة الجديدة فإن أكثر مشاهديه من الشباب، وهذا لا يعبر عن أن مشاهديه من الشباب قد زادوا، ولكن معناه أن مشاهديه من الفتيات قد انخفض، وهذا مؤشر سيئ لباسم.
باسم .. تستطيع أن ترسم البسمة على وجوهنا دون ألفاظ وإيحاءات جنسية، وبدون أن تقص كلام دكتور باسم خفاجى، وبدون أن تضع علامة +18 على برنامجك الذى يحبه الصغار قبل الكبار .. عد إلى ما كنت عليه، بدلاً من أن تجد أحدهم يوماً يقول لآخرين عليك "هاتولو راجل"
الجريدة الرسمية