رئيس التحرير
عصام كامل

الطريق الوحيد للإيمان بالثورة


أتذكر موقف الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) عندما أعد جيشه قاصدًا مكة، وبعد حصارها دخل إلى مكة وقال: يا معشر قريش ما تظنون أنى فاعل بكم؟.. قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم.. قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء، فعفا عنهم بعد ما ارتكبوا من الجرائم ضده وضد أصحابه، لم يضرب ولم يقتل ولم ينتقم من تعذيبهم له قبل الهجرة، هكذا كان خلق الرسول رحيما كعادته لا يحب إيذاء الناس حتى لو بدأوا بذلك، وهكذا لابد أن تكون أخلاقنا الآن وأخلاق كل التيارات الإسلامية، خاصة أنهم يقولون إنهم يبحثون عن تطبيق الشريعة والسير على طريق الرسول، وليس معنى كلامى أنى أطلب أن تكون أخلاقنا كالرسول( صلى الله عليه وسلم) حرفيا فهذا مستحيل ولكن لابد من فعل ما فى الإمكان.. علينا أن نغير سلوكنا تجاه من عاصر النظام مجرد معاصرة أو من يعتقد بأن مبارك ملاك وأن أحمد شفيق هو البطل المنقذ وكل من يعتقد بأن الثورة هى السبب في ضياع الدولة.


ربما يوحى الكلام لك بأنى أطلب أن يصفح الشعب عن من قتل الشباب أو من أفسد الحياة أو من يكره الثورة قلبا وقالبًا ويسعى لتدميرها، أنا لا أتكلم عن هؤلاء بل أتكلم عن هؤلاء الأشخاص الذين كانوا داخل "الحزب الوطنى المنحل " ولم يستفيدوا بشىء، أتكلم عن الأشخاص الذين سيطر عليهم التفكير العكاشى بأن الثورة جاءت من الخارج وأن هذه ليست ثورة الشعب، أتكلم عن كل شخص اعتقد أن مبارك ملاك وأن شفيق هو رجل الدولة، أتكلم عن أشخاص كُثر جعلناهم ينضمون لكارهى الثورة الحقيقيين.
يكفى أننا وضعنا النقاط فوق الحروف حتى لا يأتى أحدهم ويقول إنه الرجل الثورجى الذي قام بالثورة، أما الآن فلا بد أن نغير الأوضاع، نحن نحلم بدولة تحترم جميع مواطنيها.. صحيح أن هناك من يحاول تعكير الأجواء وجعل الثورة هى المذنبة، نحن من يسمح بحدوث مثل هذه الأمور، لذلك علينا ألا نضع هؤلاء في غرفة مظلمة ونلعنهم كل يوم في الصحف والتليفزيون وعلى صفحات الإنترنت وفى الشارع بسبب أفكارهم المكتسبة من هؤلاء الحاقدين على الثورة قلبًا وقالبًا، لابد أن نعرف لماذا يكرهون الثورة؟ لماذا يعتقدون بأن شفيق ومبارك ملائكة وقد ظلموا؟
البحث عن إيجاد طريق وسبل الخروج واجب على كل المعـارضين والمؤيدين.. علينا أن نبعد عن فكرة الإقصاء بدعوة  "ياعم دول فلول" أو "دول عالم تعبانة" نحن في وطن واحد لن يتقدم إلا إذا اتفق أبناؤه الحجة بالحجة والصفح عن أخطاء الماضى.. هذا هو الطريق الأصلح والأفضل الذي نستطيع العبور منه حتى نتقدم خطوة على كارهى الثورة.
أما إذا استمر البعض في الظهور إعلاميا أو بإخراج تصريحات كى يلعن كل من تكلمت عنهم واتهامهم بأنهم غير وطنيين حتى يقال عنه إنه ثورى مناضل، فهو بذلك يصنع فجوة ويقدم لمن يريدون أن تفشل الثورة هدية على طبق من ذهب، وحينها سوف يزداد عقدة هؤلاء من الثورة.
من الحكمة أن يعرفوا أننا قمنا بثـورة من أجل إعطاء كل مواطن حقه والتعبير عن رأيه، وهذا هو الطريق الوحيد للإيمان بالثورة.

Lovers.fares@yahoo.com

الجريدة الرسمية