رئيس التحرير
عصام كامل

السياسة الحرام تحكم مصر


مصر وطن ينزف يصرخ ويتساءل ماذا يحدث وهل قامت ثورة لاغتصاب هذا الوطن أم لتنميته ونهضته فما يحدث على أرض الواقع يعكس حالة من الفشل الذريع الواضح في كل شيء بداية من المشهد السياسي المنقسم المتأزم الذي يسعى كل طرف لسحق وتصفية الآخر بلا رحمة مستخدما أبشع وأفظع الوسائل مهما كانت للوصول لهدفه الأساسي وهو حكم مصر بلا منازع وبلا إزعاج كما يحدث الآن.


المتابع للحالة السياسية يلاحظ شيئا مهما منذ تولي الرئيس مرسي الحكم وهو رغبته الواضحة في إقصاء كل معارضيه وتشويههم بمنهج واضح ومحدد الخطوات بداية من تجاهل كل وعوده وتعهداته للمعارضة في لقاء فيرمونت الشهير بعد دعمهم له ضد الفريق شفيق مرورا بالإقصاء الواضح وعدم إشراكهم في إعادة بناء مصر عبر الفريق الرئاسي من مساعدي ومستشاري الرئيس ثم الحكومة والمحافظين مرورا بجلسات حوار وطني فارغة من مضمونها يقرر الرئيس عكس تفاهماته مع رموز المعارضة لنصل لحالة من فقد الثقة بمؤسسة الرئاسة لدى قطاع كبير من المعارضة بعد سلسلة من القرارات وأبرزها الإعلانات الدستورية وقرار عودة مجلس الشعب المنحل ورفضه وتشويهه مبادرة حزب النور لنصل في النهاية لفقدان ثقة تام من المعارضة تجاه الرئيس وبعد كل هذا الرئيس يخرج ويدعو الجميع للجلوس معه للحوار من أجل أزمات مصر فهل هذا يعقل وهل هذه سياسة أم أنه متخيل قدرته على خداع الجميع وهل هو يرى أن ذلك سيفكك ويضعف المعارضة ويشوهها لدى الشعب أم ماذا؟ فما يحدث يعكس حالة من السياسة الحرام تحدث في مصر فالصراع بين الرئاسة والمعارضة لا يدفع ثمنه سوى الفقراء والمهمشين الذين يعانون الآن البؤس والفقر وغيابا كاملا للخدمات مثل الكهرباء والمياه وأزمات الطاقة اليومية ناهيك عن ارتفاع الأسعار والضرائب والبطالة والفشل الحكومي فكل ما يحدث هو نتيجة عناد الرئاسة وغباء المعارضة التي لم تتعلم من دروس الماضي وتشارك في تنمية المجتمع بالجهود الذاتية والمشاركة المجتمعية والمواطن البسيط هو الضحية.

الصراع الدائر بين الرئاسة والمعارضة سببه الوحيد هو رغبة الرئيس وحزبه وجماعته تحقيق حلمهم بالخلافة الإسلامية وتطبيق مشروع الفنكوش النهضة سابقا وإقصاء كل من يرونه خارج حظيرتهم السياسية والفكرية ولكن الرئيس تسرع بشكل كبير في ذلك وهو تسرع الهاوي غير المحترف لطبيعة الشعب المصري فسياسات الرئيس وقراراته تسير في طريق زيادة الغضب الشعبي ضده فهو ليس في حاجة لمعارضة تضعفه فالشارع المصري خير دليل على فشل الرئيس الواضح سياسيا واقتصاديا واجتماعيا والمتابع لحال المصريين سيلاحظ ذلك بدقة لكن هل يعلم الرئيس ذلك وهل يهتم لصرخات غضب المصريين وهل يعلم ماذا تفعل أزمات الكهرباء والمياه والطاقة وغلاء الأسعار وغيرها من الكوارث اليومية التي نعيشها وهل لديه رؤية لذلك أم يستمر يخدعنا بمسلسل المؤامرات والأصابع وغيرها من نوادر الرئيس في حواراته المتعددة؟

من يقولون إن المعارضة تفشل الرئيس نقول لهم هل المعارضة تحكم وهل تتخذ قرارات وتضع سياسات وتختار وزراء ومحافظين ورؤساء هيئات وتمارس عليهم الرقابة والمحاسبة وهل المعارضة لديها إمكانيات وموارد الدولة المصرية والأهم هو أن المعارضة لا أحد يستمع لها تقدم الكثير والكثير من الأفكار والرؤى لكن يتم تشويهها وإقصائها بشكل واضح؟
هل يجب أن نقول إن السياسة الحرام التي تقوم على العناد والغرور والإقصاء والتشويه تحكم مصر الآن أم ماذا؟!
dreemstars@gmail.com
الجريدة الرسمية