داعية إسلامي يكشف ثمار المعية مع الله
قال الدكتور خالد بدير، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف إن معية الله سبحانه وتعالى تنقسم إلى قسمين: عامة، وخاصة. والخاصة تنقسم إلى قسمين: مقيدة بشخص، ومقيدة بوصف.
وأكد بدير، إن المعية العامة هي التي تقتضي الإحاطة بجميع الخلق من مؤمن وكافر ؛ وبَر وفاجر، في العلم والقدرة والتدبير والسلطان وغير ذلك من معاني الربوبية؛ ودليلها قوله تعالى: { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ } سورة الحديد، وقوله: { مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا } المجادلة.
وأشار إلى أن المعية الخاصة تنقسم إلى قسمين: المقيدة بوصف؛ فتكون لمن يحمل هذا الوصف من البشر؛ ومن ذلك: الإحسان والتقوى؛ كما في قوله تعالى: {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون} [النحل: 128]. ومنها: الإيمان كما في قوله تعالى: { وأَنَّ اللَّهَ مَعَ المؤمنِينَ } [الأنفال: 19] . ومنها: الصبر كما في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } ( البقرة: 153).
أهمية معية الله في حياة الإنسان وأضاف: كل من اتصف بالإيمان أو الإحسان أو التقوى أو الصبر فإن الله معهم ينصرهم، ويحفظهم، ويؤيدهم، ويوفقهم، ومعية الله أثمن شيء على الإطلاق، أن يكون الله معك، كن مع الله ترى الله معك، لافتا إلى أن معية الله سبحانه وتعالى أعظم معية، فهناك من يتفاخر بمعية العظماء والكبراء والمشاهير ، يحتمي بهم ويلوذ بهم ، هؤلاء هم من أعمتهم دنياهم عن آخرتهم وغرهم سلطان البشر عن رب الأرباب وتغافلوا بمعية الناس عن معية رب الناس.
وعن ثمار المعية مع الله قال: هذه المعية توجب لمن آمن بها كمال الثبات والقوة؛ والمراقبة لله عزّ وجل فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :” وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ؛ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ ؛ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ ”.