بأمر من الرئيس.. التفاصيل الكاملة لنقل 4 تماثيل كباش ومسلة من الأقصر والشرقية لتزيين ميدان التحرير.. وخطة لعدم تشويهها
سادت حالة من الجدل بين الغيورين على الآثار خلال الأيام القليلة الماضية، عقب الإعلان عن قرار نقل 4 تماثيل كباش من معبد الكرنك بمحافظة الأقصر لتزيين ميدان التحرير بعد نصب المسلة به، ولكن البعض قد يكون فسر القرار بشكل غير صحيح بإنه سيتم نقل بعض تماثيل أبو الهول ذات رأس الكباش المثبتة على جانبى الطريق المعروف باسم "طريق الكباش" الذى يربط بين معبدى الأقصر والكرنك.
ترصد "فيتو" التفاصيل الكاملة لهذا القرار وخطة نقل هذه التماثيل من الأقصر للقاهرة وتأمينها ضد التشويه أو العبث بها تركيبها بميدان التحرير كما هو الحال مع أسود كوبرى قصر النيل.
حقيقة نقل تماثيل "الكباش" من الأقصر إلى ميدان التحرير
وأكد الدكتور مصطفى الصغير مدير عام آثار الكرنك، أن تماثيل أبو الهول ذات رأس الكبش التى سيتم نقلها من معبد الكرنك إلى القاهرة لتزيين ميدان التحرير حول المسلة التى تم نقلها من منطقة صان الحجر الأثرية بمحافظة الشرقية، ليست من التماثيل الموجودة على جانبى طريق الكباش المعروف الذى يربط بين معبدى الأقصر والكرنك، ولا التماثيل الموجودة أمام واجهة معبد الكرنك ولكن تم اختيارها من بين تماثيل موجودة خلف واجهة المعبد (الصرح الأول) على جانبى الفناء، خلف مبانى الطوب اللبن التى تركها المصرى القديم أثناء أعمال بناء الصرح الأول.
وتعكف الوزارة حاليًا على دراسة وتوثيق هذه التماثيل بشكل كامل، والقيام بكل أعمال الصيانة والترميم اللازمة للحفاظ على هذه التماثيل، ويأتى هذا فى إطار الخطة الشاملة لترميم ودراسة هذه التماثيل ضمن آثار معابد الكرنك وذلك بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية.
يذكر أن وزارة السياحة والآثار انتهت من أكثر من ٩٠ ٪ من مشروع ترميم وإحياء طريق الكباش وسوف يتم افتتاحه أمام الزائرين.
ومن جانبه قال الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إنه سيتم نقل بضع تماثيل من الكباش الفرعونية التى لم يتم رؤيتها من قبل لميدان التحرير، مشيرا إلى أنها ستنقل فى صناديق خشبية بواسطة سيارات مجهزة إلى ميدان التحرير.
وأكد "وزيري"، أنه يتم ترميم الـ 4 تماثيل الكباش استعدادا لنقلها إلى ميدان التحرير، حيث سيتم نقلها فى سيارات مخصصة ضد الذبذبات والتحركات وستتم إحاطة التماثيل بالفوم وفى صناديق خشبية.
وأشار إلى أنه سيكون هناك منطقة حماية وسياج وقواعد مرتفعة لتماثيل الكباش والمسلة بميدان التحرير لضمان عدم التشويه وعدم كتابة أي شعارات على التماثيل.
وأوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أنه لن يدخل أحد على التماثيل مباشرة ولكنها ستكون متاحة للجميع، ومنطقة الحماية لا تسمح بالعبث بالآثار المصرية بهذه المنطقة.
وأشار "وزيري" إلى أن الوزارة لن تقوم بأى أمر يضر الآثار، موضحًا أن هناك معبدين مهمين فى الأقصر، الأول هو معبد الكرنك والثانى الأقصر، ويربطهما طريقًا يطلق عليه خطأ الكباش، ولكن الصحيح أبو الهول.
وأضاف الدكتور مصطفى وزيرى أن الآثار تتطلع إلى تزيين ميدان التحرير والذى يعد أهم ميادين العالم، من خلال بضع مسلات مبتورة منذ أكثر من 700 سنة إلى أكثر من 7 قطع، موضحًا أن المجلس الأعلى للآثار منذ عام ونصف قام بترميم مسلتين ونقلهما ليزينوا متحف العاصمة الإدارية الجديدة، وتم نقل مسلة أخرى كانت مبتورة إلى أكثر من 7 قطع إلى المتحف المصرى بالتحرير، وسيتم وضعها فى ميدان التحرير بعد ترميمها.
وكشف أن اللجنة الدائمة للآثار المصرية وافقت على نقل 4 تماثيل كانوا مدفونين تحت الصرح الأول داخل معبد الكرنك، إلى ميدان التحرير ليزينوا المسلة التى تم نقلها للمتحف المصرى لترميمها، مشيرًا إلى أن التماثيل عبارة عن جسم أسد والرأس "كبش".
وحصلت "فيتو" على صور الشكل النهائى لتصميم ميدان التحرير، حيث تتوسط مسلة الملك رمسيس المشهد على قاعدة خرسانية يجرى صبها حاليا ثم التماثيل الأربعة فى الاتجاهات الأربعة للميدان يليه مدرج.
التصميم الذى تنفذه شركة المقاولون العرب، بدأ العمل فعليًا فيه بزراعة النخيل وأشجار الزيتون فى المنطقة المحيطة بالميدان، وإزالة اللافتات التى تحجب واجهات العمارات ذات الطراز العمرانى المتميز، وكذا تجهيز "صينية " الميدان، تمهيدًا لنقل المسلة الفرعونية لتزيينها، فضلًا عن دهان واجهات المحلات والعمارات لكى يكون هناك تناسق للمنطقة التاريخية، ويضم الميدان أيضا نافورة وأعمال مائية وإضاءات.
كما تجرى الآن أعمال حفر حتى مستوى محطة مترو السادات، لصب القاعدة الخرسانية الضخمة التى تزن 600 طن لنصب مسلة الملك رمسيس الثانى فى الميدان بطول 17 م.
إضافة إلى عمل نظام إضاءة أرضية وأحواض بها شجيرات زيتون وتركيب أجهزة إضاءة بها لإضفاء شكل جمالى ينسجم مع الطابع المصرى القديم.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسى، اجتمع مع الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار.
وأكد السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس السيسى وجّه بأن يشمل تطوير ميدان التحرير إضافة لمسة حضارية من خلال نقل عدد من القطع الأثرية وعرضها للمواطنين بعد ترميمها، وذلك على نحو يليق بسمعة ومكانة الحضارة المصرية القديمة، ويضاهى ما تزخر به أشهر الميادين فى كبرى عواصم العالم من آثار فرعونية.