رئيس التحرير
عصام كامل

سيناريوهات الأزمة الليبية في 2020.. انتصارات حفتر تهدد أطماع أردوغان.. وقوى دولية تخطط لفوضى كاملة في الجماهيرية

حفتر وأردوغان
حفتر وأردوغان

«القدرة العسكرية والإمكانيات الاقتصادية».. عوامل رئيسية من المتوقع أن تساهم بشكل كبير في تشكيل وظهور خريطة جديدة لـ«موازين القوة» في المنطقة العربية، وذلك تزامنًا مع بداية عام ميلادى جديد، ورحيل عام كان هو الأكثر فوضى في المنطقة، سواء في سوريا أو اليمن، وأخيرًا ليبيا، التي من المتوقع أن تتحول خلال الفترة المقبلة إلى دائرة صراع بين العديد من الدول والكيانات. 

 

ليبيا المنقسمة بين حكومة فايز السراج من ناحية والجيش الليبي يقيادة خليفة حفتر من ناحية ثانية، تشهد حاليًا تقدم قوات الجيش الليبي نحو طرابلس وسيطرتها على مواقع إستراتيجية مهمة ودحر الإرهاب، وخلال الساعات المقبلة، من المتوقع أن يعلن «حفتر» فرض سيطرته الكاملة على طرابلس، وتوجيه ضربات قوية ضد حكومة السراج وتركيا التي تدعمها ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن.. ما السيناريوهات المتوقعة في ليبيا بعد سيطرة حفتر على طرابلس؟

 

اتفاق مرفوض دوليا  

وفى إطار الإجابة على السؤال السابق كشفت مصادر مطلعة تحدثت إليها «فيتو» أن «الاتفاق الذي وقعته حكومة «الوفاق» بقيادة فايز السراج مع الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، بحجة دعم ليبيا عسكريا ضد قوات حفتر، هو اتفاق نال سخط ورفض كبرى الدول، ولا يتعدى كونه محاولة إجهاض صريحة لقوات حفتر، من أجل عدم السيطرة على المواقع المهمة التي تتمركز فيها عناصر إرهابية مدعومة من تركيا والسراج، ويسعون لإثبات عدم قدرة الجيش الليبي على تطهير البلاد وإحراجه سياسيا وعسكريا، وهو ما لم يتحقق بسبب إرادة الجيش الليبى في حسم معركة طوفان الكرامة بغرض تطهير بلادهم، ونجحوا بالفعل في تدمير وحدة التحكم التركية الموجودة داخل ليبيا بدعم من السراج وإسقاط 3 طائرات تركية تابعة لحكومة الوفاق وخلال الساعات القادمة ستتم السيطرة على طرابلس.

 

المصادر أكدت أيضا أن تركيا نقلت عناصر ارهابية من إدلب السورية إلى جنوب طرابلس، وأن الجماعة الليبية المقاتلة المدعومة من تنظيم القاعدة بقيادة عبدالحكيم بلحاج سهلت عملية الانتقال من خلال إحدى الشركات الذي أسسها «بلحاج» وتمت عملية الانتقال عن طريق تركيا إلى جانب استغلال هذه الشركة في نقل أموال ليبية إلى تركيا، موضحة أن إحدى البواخر التركية رست في ميناء طرابلس قبل مايو الماضى وأنزلت إرهابيين قادمين عن طريق تركيا، وأنه تم استغلال الأحداث التي تجرى في طرابلس وانتشرت عناصر الميليشيات في أماكن متعددة مدعومة بأسلحة متنوعة جاءت على متن سفن وطائرات من طراز c130 إلى ليبيا من تركيا لدعم الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق.

 

عملية طوفان الكرامة

وفى نفس السياق قال أحمد عليبة، رئيس وحدة التسليح بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، أحد الخبراء في شئون ملف شرق المتوسط: يجب علينا أولًا التفريق بين أكثر من مسار في الأزمة الليبية، الأول يتمثل في عملية طوفان الكرامة التي يقودها الجيش الوطنى الليبيى بقيادة حفتر، وهو مسار أحرز قفزات كبيرة ومهمة بسبب السيطرة على محاور العاصمة طرابلس وهدفها طرد الميليشيات والمعركة الآن في تسير في طريق تحقيق أهدافها، ـوأضاف: المسار الثانى الذي يفرض نفسه وهو ماذا بعد السيطرة على طرابلس.

 

 كما أنه هناك عدة تساؤلات ومنها هل طرابلس ستشهد حرب داخل بعض المدن بسبب التدخل التركى، أم سيتم خلق ثورة في ليبيا شبيهة بما حدث ل في سوريا من خلال نقل الارهابين لليبيا أو تدريب عناصر على الفوضى، وهناك أشكال مختلفة تحدد الرؤية المستقبلية في ليبيا خلال الأيام المقبلة، ومن المعروف أن تركيا لا تحسم النهاية لصالح أي طرف في النهاية لأنها دولى تعمل على إشعال الصراعات فقط.

 

 كما أشار «عليبة» إلى أن المجتمع الدولى أخفق في حل المشكلة الليبية وسوف تكون الظاهرة الليبية أكثر تعقيدا في حالة خلق ظاهرة الإرهابيين إلى جانب إحداث إجراءات داخلية، وهو نفس المشهد السورى من خلال تكسير أي إنجازات للجيش الليبيى وخلق عراقيل أمام تقدم قواته، وهناك 3 وزراء اوربيين توجهوا لتركيا منذ ساعات للحديث مع الأطراف المتنازعة لأننا في الحقيقة نواجه فشلا في تسوية النزاع، وفى حالة استمرار تلك المهددات للأمن القومى في المنطقة والسماح من قبل المجتمع الدولى لتركيا كى تصل لأهدافها، يمكن القول وقتها أن المجتمع الدولى يسعى لخلق صراعات في المنطقة.

 

واشار الى انه لا بد من الإسراع في وضع خطة دولية لحسم الصراع في ليبيا من خلال القوى الدولية، لأنه في حالة تحول ليبيا لتكون مثل سوريا سيكون هذا كابوسا على أوروبا، ولذلك فان حسابات التفاعلات في 2020 ستأخذ مسارا جديدا في تقدير الأزمة الليبية، وسيناريوهات الوضع الليبي المحتملة إما خلق الفوضى وإحداث سيناريوهات ثورة وعمل صفقات مشبوهة تحت عنوان تسوية أو عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن لحسم الأمر، وهو الأقرب للتنفيذ في الأسابيع الأولى في العام الجديد.

 

وفيما يتعلق بموقف مصر قال «عليبة»: الدولة المصرية لديها الاستعداد الكامل للتعامل مع جميع السيناريوهات المتوقع حدوثها في ليبيا لأنها قضية أمن قومى، ومصر بشكل عام تميل إلى الحل السياسي وإحداث حالة استقرار في ليبيا، وفى الوقت ذاته تستعد للتعامل مع أي طارئ من الممكن أن يحدث.

نقلا عن العدد الورقي.. 

الجريدة الرسمية