الابتسامة صدقة
عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ» رواه الترمذي.. فسبحان من جعل الصدقة فى الابتسامة فى وجه الناس، فحين يرى الإنسان أخاه فإن أول ما يقوم به الشخص هو أن يبتسم، وهى الإشارة التى تدل على القبول..
وهذا القبول هو أساس الأمان والمحبة التى تضمن رباط وتماسك وأمان المجتمع فى النهاية. ولاشك أن كل يوم يمر من العمر تزداد معه الضغوط، تلك الضغوط التى قد تنشأ من زيادة الخبرة فيزداد معها الحذر والحرص والخوف من الغدر، نتيجة تراكم بعض السلوكيات السلبية..
اقرأ ايضا : توظيف الأموال.. مخاطرة غير محسوبة
أيضا كلما حرص الأفراد فى المجتمعات على القيام بالعمل المنوط بهم وتوليهم المسئولية واحترام بعضهم البعض، فإن ذلك يخفف من الضغوط على الناس، بما يجعلهم أكثر تقبلًا للآخرين، فيتولد الشعور بالأمان. بيد أن الابتسامة فى المعاملات تقوم بمفعول السحر، حيث تفتح كثير من الأبواب المغلقة -كما يقولون- فيسود تلك المعاملات مفاهيم الود والتقدير والشعور بالآخر.
بدلًا من الجفاف الذى يصيب العلاقات الاجتماعية ويصل بأكثر الناس إلى طريق مسدود، والسبب أننا لم نضع أنفسنا مكانهم لكى يتقبل كل منا الآخر ويشعر به.. كيف تكون الابتسامة ومنا من يترقب من الآخر غدرا أو خيانة أو احتيالا.
وأقرأ أيضا : قراءة في قرار المركزي برفع نسبة القروض إلى 50 %
الابتسامة ثقافة لابد أن نزرعها فى نفوسنا، وبالذات بين صغار السن بكل ما أوتينا من قوة، من أجل إعادة الثقة بين الناس.. تلك الثقة التى تخلق الود والقبول بيننا والأمان فى تعاملاتنا، وإذا رأينا من يخالف قيمنا علينا أن نقوم بالنصح لأنه بذلك يفسد المجتمع ككل.
ذلك معناه أن يتحمل كل منا مسئولية إصلاح نفسه أولا ثم إصلاح من يعولهم، إنها مسئولية يجب أن نتحملها لإصلاح مجتمعنا دون شعارات براقة، فالهدف هو إعادة الثقة فى تعاملاتنا مع بعضنا البعض، وتلك الثقة هى السبب فى استقرار السوق الاقتصادى أيضا، لأن التعاملات كلها تتشابك مع بعضها البعض. وبالتالى تنهض بلدنا فنترك الأثر الإيجابى لأولادنا وأحفادنا، وحينئذ يمكننا أن نرى مستقبلا يليق بدولة ذات تاريخ.. مصر.