حكم سماع الأغانى والموسيقى
انتشرت وسائل التسلية فى المجتمعات ومنها الأغانى والكليبات والاسطوانات بغرض الترفيه عن النفس ونسيان الهموم وسط مشاغل الحياة، لكن هناك من يحرم الاستماع إلى الغناء، استنادا لقول الحق سبحانه وتعالى (ومن الناس من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين )لقمان 6 ،
وقال بعض المفسرين ومنهم ابن كثير إنه الغناء ، إضافة إلى حديث ابن مالك الأشعرى رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال (ليكونن من أمتى يستحلون الخمر والحرير والمعازف )أخرجه البخارى . فهل الاستماع الى هذه الأغانى محرم أم أنه يتوقف على مايسمعه الإنسان من كلمات؟
يجيب عليه فضيلة الدكتور نصر فريد واصل مفتى الجمهورية السابق فيقول : النفس الإنسانية تحتاج بين الحين والحين إلى ما يخفف عنها هموم الحياة ومتاعبها ، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم " روحوا القلوب ساعة بعد ساعة فإن القلوب إذا كلت عميت " .
وقد وردت آثار كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تبيح للمسلم ان يروح عن نفسه منها قوله صلى الله عليه وسلم "إن لربك عليك حقا وإن لنفسك عليك حقا وإن لأهلك عليك حقا فاعط كل ذى حق حقه"، وقد أخذ العلماء من الآثار والأحاديث الواردة فى هذا الموضوع أن الشريعة الاسلامية لا تحرم على اتباعها الأخذ بما يشرح صدورهم ويدخل السرور على أنفسهم مادام ذلك لا يصد عن ذكر الله ولا يشغلهم عن حق من حقوقه ولا يتنافى مع مكارم الأخلاق، ولذلك لا مانع شرعا من الاستماع إلى الأغانى الشريفة العفيفة والأناشيد الوطنية التى تحض على محاسن الشيم ومكارم الأخلاق .
وقد ثبت أن النبى صلى الله عليه وسلم كان خلال مشاركته لأصحابه فى حفر الخندق يردد معهم الأناشيد التى تشد من أذرهم وتحمسهم على العمل ومقاومة المتاعب .
حكم الدين فى التصوير الفوتوغرافى وتعليق الصور فى المنازل ؟
إلا أن الاستماع إلى الأغانى والموسيقى ليس مباحا على إطلاقه ولا محرما على إطلاقه ، إن كان الغناء بألفاظ حسنة وله معان وأهداف كريمة ويؤدى بطريقة لا تتنافى مع مبادئ الأخلاق ، ولا يشغل الإنسان عما كلفه الله به فلا بأس به ، وإذا كان الغناء بغير ذلك فإنه يحرم الاستماع له.