رئيس التحرير
عصام كامل

أبو عاصي: عدم الإكراه في العقيدة مبدأ أقره الله

الدكتور محمد سالم
الدكتور محمد سالم أبو عاصي

 قال الدكتور محمد سالم أبو عاصي، العميد الأسبق لكلية الدراسات العليا إن من مقاصد الشريعة الإسلامية المحافظة على الدين، فجميع الشرائع السماوية بينها قاسم مشترك فتدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له وكفلت الحرية في العقيدة فلا إجبار ولا إكراه لأحد في دخول دين بعينه.

وأوضح أبو عاصي، أن الله أغنى عن ذلك لأن الإيمان محله القلب فلا يطلع عليه إلا الله عز وجل فمن أكره على الإيمان وآمن فلا يعتبر إيمانه وهذا ما وجه الله عز وجل به نبيه صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: ”إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ”، بل بعدما بين سبحانه وتعالى طريق الحق والصواب قال: ”وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ”، وعدم الإكراه في العقيدة مبدأ أقره الله تعالى فقال: ”لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ  قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ”, وقال أيضًا: ”وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ” , و لفظ “من” هنا صيغة عموم  أي : لو شاء الله لآمن كل الناس , لكن إرادة الله شاءت أن يكون الناس مختلفين في لغاتهم وألوانهم وطبائعهم بل وعقائدهم.

محمد أبو عاصي: الماء أصل الحضارات والإسراف فيه خطر على الأمة

وأوضح: لا بد أن يكون هناك اختلاف فيما بيننا وأمام هذا الاختلاف يكون المسلم مطالبًا بالبر والعدل مع غير المسلم بصريح الآية القرآنية ” لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ” قال المفسرون : البر فوق العدل وينبغي أن يتحقق في الناس بصرف النظر عن دينهم وعن معتقداتهم , فإذا كان قد منحه الله تعالى حرية الاعتقاد فالمسلم مكلف شرعًا أن يتركه وحريته بممارسة شعائره بل ويحمي المكان الذي يمارس شعائره فيه , كما أمرنا الله تعالى على سبيل الوجوب في قرآنه بعدم سب الذين يدعون من دون الله , قال تعالى : ” وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ ” , وهو من باب سد الذرائع حتى لا يكون ذلك ذريعة لسب الله (عز وجل) .

وأردف: عندما فتح سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه فتح مصر لم يهدم الكنائس التي كانت موجودة فيها ولو هدمها منذ فتحها ما وجدنا كنيسة إلى يومنا هذا بل على العكس من ذلك استرد لهم الكنائس والأموال التي نهبت منهم.

الجريدة الرسمية