تمرد داخل البيت الصوفي.. مطالبات بـ«سحب الثقة من القصبي»
أزمة تدور أحداثها داخل البيت الصوفي بعد تداول استمارة سحب الثقة من المجلس الأعلى للطرق الصوفية بقيادة عبدالهادي القصبي، ودخول العديد من أبناء الطرق الصوفية في حالة شد وجذب حول أحقية البعض بالمطالبة بعزل "القصبي" من عدمه.
القصة بدأت عندما نشر أحمد عبد الرؤوف النادي، أحد المفصولين من الطريقة الرفاعية، استمارة سحب الثقة من شيخ المشايخ، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، وجاءت نص تدوينة النادي: «استقرينا على أن نبدأ بعمل (استمارة لسحب الثقة) من المجلس الحالي للطرق الصوفية يوقع عليها كل المهتمين بالشأن الصوفي وبإصلاح البيت الصوفي مع إعداد مذكرة تتضمن تعديلا لقانون 118 لسنة 1976 الخاص بتنظيم شئون الطرق الصوفية وإعادة هيكلة للمشيخة العامة للطرق الصوفية وخصوصا جهاز الوكلاء وإلغاء المادة الخاصة بالتوريث لشيوخ الطرق وإجراء انتخابات عادلة يشارك فيها جميع الصوفية لاختيار من يمثلهم إداريا وتقدم المذكرة لرئاسة الجمهورية».
الطرق الصوفية تحتفل بالمولد النبوى "بالموكب الصوفى"
وعلل النادي طلبه بسحب الاستمارة قائلا: «ذلك لانتشار الفساد وأصحاب المصالح الشخصية وطلاب الكراسي والمناصب السياسية وأصحاب بيزنس بيع الكارنيهات والشهادات التى شوهت صورة التصوف».
ومن جانبه، قال عبدالهادي القصبي، رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، إن أحمد عبدالرؤوف النادي لا ينتمي للطرق الصوفية، إذ كان مجرد عضو في الطريقة الرفاعية ويسأل عن أسباب فصله شيخ الطريقة الرفاعية. وأضاف القصبي في تصريح لـ"فيتو": “لا يجوز لأي فرد من خارج منظومة الطرق الصوفية انتقادها”، لافتا إلى أن هناك 75 شيخ طريقة يمكنهم تحديد مصير الطرق الصوفية، موضحا أن هناك تسلسلا في عمل الطرق الصوفية.
وتابع: "ما يحدث ليس إلا محاولة لإثارة البلبلة والفتنة داخل المجلس الاعلى للطرق الصوفية".
في هذا الصدد قال الشيخ علاء أبو العزايم، شيخ الطريقة العزمية، إن مطالبات البعض بعزل شيخ المجلس الأعلى للطرق الصوفية غير دستوري ولا يمت للواقع بصلة، ولا يمكن خروجه عن محاولة إثارة البلبلة والرأي العام دون فهم حقيقي لمنظومة الصوفية.
وأضاف أبو العزائم في تصريح لـ"فيتو": “الدستور حصن شيخ مشايخ الطرق الصوفية، فهو منصب لا يقل أهمية عن منصب شيخ الأزهر ولا يمكن التعامل معه بكونه أمرا هينا يمكن تغييره ببساطة”.
يختلف رمضان البيه الكاتب الإسلامي وأحد مشايخ الطرق الصوفية، في الرأي مع الشيخ أبو العزائم، إذ قال: «ليس للمشيخة العامة للطرق الصوفية أي دور إيجابي تجاه أبناء الطرق الصوفية والمجتمع المصري، لا دور اجتماعي ولا تربوي ولا ديني وخاصة فيما يتعلق بتجديد الخطاب الديني ومحاربة التطرف والإرهاب».
وأضاف في تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: «تحدثت كثيرا في مسألة الإصلاح وتفعيل دور المشيخة العامة للطرق الصوفية والنهوض بها منذ أكثر من ثلاثين عاما وتواصلت مع الشيخ القصبي أكثر من مرة إلا أنه لم يهتم لكثرة مشاغله، من هنا يجب فعلا أن يرحل ويترك الكرسي لمن هو متفرغ له ويستطيع أن يديره وينهض بدور المشيخة العامة ويضعها حيث المكانة اللائقة بها وخاصة أنها مؤسسة معتمدة ومعترف بها من قبل الدولة ولها قانون خاص بها».