نوال مصطفى فى حوار لا ينسى مع إحسان عبد القدوس
ظلت تراود الصحفية نوال مصطفى الرغبة فى إجراء حوار مع الأديب والكاتب إحسان عبد القدوس “ولد فى 1يناير 1919 ورحل 1990” الى أن جاءتها الفرصة قبل وفاته بسنوات قليلة وتم اللقاء الذى نشرته جريدة اخبار اليوم عام 1985 ، سألته فى بداية الحوار كيف جاء فهمه العميق للمرأة بهذا الشكل ؟
قال : دائما أواجه بأنى فاهم لمشاعر المرأة وقادر على التعبير عنها ..لكنى فى الحقيقة لا أعتبر نفسى متخصصا فى شئون المرأة أو أحاسيسها ، وأنا منذ بداية تكوينى الفكرى وأنا أعتبر المرأة شخصية موازية ومساوية تماما لشخصية الرجل ، ولا فرق بين رجل وامرأة والفرق الوحيد هو الفرق الفسيولوجى ـــ أى الجسمانى بمعنى ان تكوين جسم المرأة مخصص للولادة والانجاب ، والرجل لا يلد ..أما فى تكوين الشخصية نفسها والقدرة العملية وفقا للقدرات العامة فلا فرق ولا اختلاف بين الرجل والمرأة .
وأعتقد إنما يفرق بينهما هو التقاليد أى نوع من فرض قوة الرجل على المرأة وبالطبع تتضاءل هذه القوة بين مجتمع وآخر . سالته :تعنى انك تحكم على كليهما حكما انسانيا عاما ؟ قال : بالفعل انا اساوى بينهما الا فى اختلاف مسئولية كل منهما ، وجاء ذلك من اننى ابن لأم كانت تحمل مسئوليات لا تختلف عن مسئوليات الرجل ابدا ، وكانت ناجحة جدا تعمل صحفية واصدرت مجلة عمرها الان اكثر من ستين عاما وهى من المجلات العريقة كل تكوينها قائم على امرأة وليس على رجل .
سألته : ما رأيك فى المثل القائل وراء كل عظيم امرأة ؟ قال :لاشك ان وراء كل عظيم امرأة واحب ان اقول انه ايضا وراء كل عظيمة رجل ، فأنا مثلا أنسب الفضل الكبير فى نجاحى الى زوجتى ، وفى نفس الوقت أنسب كل ما تتمتع به زوجتى من سعادة لى ..فأنا وراءها وهى ورائى ، أنا دافع لسعادتها ونجاحها وهى دافع لسعادتى ونجاحى .
سألته : ماذا عن اهم السيدات اللاتى تدين لهن فى حياتك ؟ قال :اولهن لم تكن أمى ، كانت عمتى لان عمتى هى التى تلقتنى منذ ولدت حتى انها كانت ترضعنى وظللت معها حتى سن 18 سنة لان والدى كان منفصلا عن والدتى فتولت عمتى تربيتى ، ولها الفضل فى انها زرعت فى التفكير الحر فلى مطلق الحرية طالما لا أؤذى أحد ولا يؤذينى أحد وفتحت امامى مجالات كثيرة . أما المرأة الثانية فكانت والدتى ، كانت سيدة عاملة وكان نجاحها يبهرنى وعن طريق نجاحها تعارفت وعايشت مجتمعات واسعة جدا تضم كل رجال السياسة والادب .، وطبعا كان هناك اختلاف شاسع بين امى وعمتى ، فعمتى كانت تمثل التقاليد القديمة لا تجلس الا مع النساء ،لان جدى كان من رجال الدين هو الشيخ احمد رضوان ، فى حين ان والدتى كانت فى منتهى الحرية وتعمل فى وسط رجالة .
واستطرد يقول :كنت افكر بينى وبين نفسى لماذا تعيش عمتى هذه الحياة وامى تعيش حياة مختلفة تماما ..مجتمعين متباعدين داخل بلد واحدة ربما قادنى هذا الى التفكير فى قضية التقدم فى الحياة ككل مما شكل شخصيتى كمفكر واديب ،
"المصرية اللبنانية" تصدر "إحسان عبد القدوس- معارك الحب والسياسة" لزينب عبد الرزّاق
اما السيدة الثالثة فهى زوجتى لانى تزوجت وعمرى 22 سنة وكنت طالبا بالليسانس وكانت مرحلة عذاب ومعاناة وكانت زوجتى هى الوحيدة التى وقفت بجانبى فى هذه المرحلة الصعبة . سألته : هل كنت تتمنى بنتا تكون روز اليوسف الصغيرة ؟
قال: صحيح كنت اتمنى انجاب عبد القدوسية واحدة وكنت سأعطيها مطلق الحرية ودائما يقولون ان ارائى متحررة لانى معنديش بنات ..لكنى اقول انى عندى حفيدة وعندى زوجات ابنائى والعيلة فيها بنات كثير ، وبالعكس انا لما كبرت فى السن زعلت لانربنا لم يعطينى بنتا لانها تكون اكثر ارتباطا بعائلتها من الولد وباحسد اصدقائى اللى مخلفين بنات لان بناتهم بيدلعوهم وانا محدش بيدلعنى وفرحتى الكبيرة الان بأحفادى .