زيارة العائلة المقدسة أرض مصر 2
مرت العائلة المقدسة في الصحراء من شبه جزيرة سيناء من الناحية الشمالية وقطعت 240 كم حتى وصلوا إلى مدينة الفرما التي تقع ما بين العريش وبورسعيد ثم واصلوا مسيرتهم عبر دلتا النيل، حتى وصلوا مدينة تل بسطا القريبة من مدينة الزقازيق نحو 2 كم واعتبرتها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أول محطة للرحلة بمصر المحروسة، وكان وصولهم في اليوم الرابع والعشرين من شهر بشنس المبارك الموافق 1 يونيو من كل عام، لذلك تحتفل مصر والكنيسة بعيد دخول السيد المسيح أرض مصر في هذا اليوم.. وخرجت العائلة المقدسة من تل بسطا لتواصل سيرها إلى المحمة ومكثوا عدة أيام تحت شجرة وأنبع الرب لهم نبع ماء تحتها فكانوا يستقون منها وأحمته أمه العذراء مريم هناك، وغسلت ثيابه وسمى هذا المكان المحمة ويسمى الآن مسطرد القريب من محافظة القليوبية، ثم استأنفت العائلة سيرها إلى مدينة بلبيس وهى نفسها أرض غسان المذكورة في الكتاب المقدس التي سكنها يعقوب أبو الآباء عند مجيئه إلى مصر لابنه يوسف "تكوين 46"، ومنها إلى منية جناح وهى منية سمنود حاليًا، ثم عبروا النيل فرع دمياط إلى مدينة سمنود التابعة حاليًا لمحافظة الغربية، ومن هناك ساروا غربًا نحو منطقة البرلس، ثم وصلوا غربًا مدينة سخا ومن هناك عبروا النيل إلى الضفة الغربية من فرع رشيد وأخذوا مركبًا شراعيًا ووصلوا إلى وداى النطرون أي وداى الملح، وهو برية شيهيت فصار مسكنًا للرهبان والنساك المجاهدين القريب من محافظة الإسكندرية ثم اتجهت جنوبًا واخترقت النيل شرقًا ومرت على القناطر الخيرية حتى وصلوا إلى مدينة قديمة تسمى أون وهى عين شمس الحالية، ثم ذهبوا إلى المطرية واستظلوا هناك تحت شجرة جميز ومازالت الشجرة حتى الآن وتسمى بشجرة مريم وهناك نبع ماء بجانب الشجرة حيث شرب منها الطفل يسوع ونبتت هناك أشجار البلسم التي يستخرج منها زيت البلسم ودهنه، وأصبح الآن مزارا عالميا ثم سارت إلى فسطاط مصر المعروفة ببابليون مصر القديمة ثم إلى حارة زويلة بجوار باب الشعرية.. فانصرفوا جنوبًا على شاطئ النيل وركبوا مركبًا ووصلوا إلى المعادى في موقع كنيسة العذراء الأثرية بالمعادى على النيل مباشرة، واعتاد الشعب بالمنطقة حتى وقتنا هذا أن يستقل الكثير منهم المراكب الشراعية ويأتون إلى هذا المكان المقدس الذي ركبت منه العائلة المقدسة ويحتفلون بعيد دخول المسيح والعائلة المقدسة أرض مصر..
وللحديث بقية..