شبح الفشل يواجه كيرى في "جنيف 2".. "فورين بوليسى": الوزير الأمريكى ناشد شركاته باتخاذ خطوات تفاقم سفك الدماء.. الحقائق العسكرية تتفوق على المبادرة الدبلوماسية.. وأمريكا تسعى لإنهاء الأزمة بالتفاوض
رجحت مجلة "فورين بوليسي" الأسبوعية الأمريكية اليوم الأحد أن يكون المؤتمر الدولي بشأن سوريا أول فشل يواجه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري منذ توليه منصبه الحالي في فبراير الماضي.
ولفتت المجلة الأمريكية -في مقال تحليلي أوردته على موقعها الإلكتروني- إلى أنه في ظل محاولات كيري لجمع الثوار والنظام إلى طاولة المفاوضات في جنيف، اضطر إلى مناشدة شركائه المفترضين في السلام الامتناع عن اتخاذ خطوات يمكن أن تؤدي إلى تفاقم سفك الدماء.
وتابعت المجلة قولها "وفي 31 مايو الماضى، دعا كيري نظيره الروسي سيرجي لافروف، المشارك في استضافة هذه المحادثات الدولية، للتراجع عن تسليم المزيد من أنظمة الصواريخ المتطورة إلى الحكومة السورية، لاسيما أن تسليم صواريخ أرض-جو المتطورة من طراز "أس 300" لم يكن مفيدا،كما قال كيري.
وأردفت المجلة تقول "وتعد هذه الخطوة من قبل الروس الدليل الأحدث على أن محادثات السلام بين المعارضة السورية ونظام الرئيس بشار الأسد، التي تأمل الولايات المتحدة أن تعقد في يوليو المقبل، لن ينبثق عنها أي جديد على أقل تقدير".
وأوضحت المجلة أن الكثيرين في واشنطن يراهنون على أن الحقائق السياسية والعسكرية ستتفوق على مبادرة كيري الدبلوماسية التي أعلنها في وقت مبكر من شهر مايو.
ورأت المجلة أن هذا الرهان يأتي نتيجة لتذبذب الآراء ما بين مشاركة المعارضة السورية وعدم مشاركتها، سواء من قبل المعارضة نفسها، التي أعلنت في وقت سابق عدم مشاركتها حال استمر مقاتلو جماعة حزب الله اللبنانية في دعم الجيش السوري النظامي؛ أو من قبل بعض المسئولين في الإدارة الأمريكية والذين ينظرون إلى أن الضغط عليها للمشاركة ليس بالأمر الصائب،لاسيما أنه ليس لديها أي وضع سياسي، وهذا الأمر ما قد يزيد من حدة انقسامها.
ومع ذلك، يبدو أن الإدارة الأمريكية ليس أمامها سوى خيار "التسوية عن طريق التفاوض"، فلا يبدو أن هناك أي مصلحة لديها في القيام بأي خطوات تالية، وهو ما ينظر إليه باعتباره نوعا من أنواع التراجع، نظرا لأن الخطوة التالية تتمثل في تقديم شئ - في إشارة إلى تسليح المعارضة- وهو ما ليست الإدارة على استعداد لتقديمه على حد قول المجلة.. وانتقدت المجلة فكرة عدم ظهور أي خطط بديلة في مناقشات مع دبلوماسيين أمريكيين حول ما يجب القيام به حال فشلت محادثات السلام لإنهاء الصراع الوحشي الذي دخل عامه الثالث على التوالي..لافتة إلى أن الخيارات الأخرى المطروحة في البيت الأبيض، لا تعدو كونها ممارسات تقليدية لهذه القضايا".
وبناء على ذلك، اعتبرت المجلة أن "البيت الأبيض استنفد بذلك كافة الخيارات المتاحة أمامه، وما علينا سوى انتظار أفضل سيناريو في الوقت الراهن والذي سيتمثل في مشاركة المعارضة في محادثات جنيف، وموافقة الأسد على التنحي، وتمكن الجانبين من وضع الخطوط العريضة لحل الانتقال سياسي؛ أو السيناريو الأسوأ الذي سيتمثل في فقدان دولة سوريا واستمرار عمليات النزف".
واختتمت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية.. قائلة "إنه في الوقت الذي يعتقد دبلوماسيون مخضرمون أنه حتي في حال فشلت محادثات جنيف، فإن كيري قد قدم ما ينبغي أن يقوم به أي وزير خارجية ذو كفاءة، كما أن هذا الفشل قد يمهد الطريق أمام حلول جديدة؛ يجد آخرون صعوبة في تقبل فكرة إمكانية فشل هذه المحادثات، إضافة إلى أن هذا الفشل قد يزيد الطين بلة أكثر من أي وقت مضى".