رئيس التحرير
عصام كامل

سر مناصرة إخوان تونس لـ«سراج ليبيا» .. تدمير إرث دبلوماسية بورقيبة وإرساء قواعد الغنوشي .. وإحياء آمال الإسلاميين في السلطة

السراج
السراج

وضع التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية لمساته الأخيرة، لاستخدام حركة النهضة التونسية في الصراع الدائر بالمنطقة، وخاصة في ليبيا، على الرغم من إعلانها مرارًا وتكرارًا، الانسلاخ عن الجماعة، ولكن المواقف المفصلية للغنوشي دائما، تسير في اتجاه مساندة التنظيم على جميع المستويات. 

منذ زيارة أردوغان الأخيرة لتونس لمحاولة إقحامها في المشهد، وتشكيل محور مناوئ لمصر، والجدل الشديد لاينقطع، والاتهامات للإخوان بمحاولة توريط البلاد في حرب صفرية بالخارج تتزايد كل يوم.

 

باحث: تولي الإخوان السلطة في تونس معناه تفجير استقرار المنطقة بأكملها

 

الرئيس التونسي قيس سعيد، حاول من ناحيته، تخفيف حدة التوتر التي صاحبت زيارة الرئيس التركي وخرج نافيا أنباء التحالف مع أردوغان في حربه على الجيش الليبي، وأكد حياده التام وبلاده ورفضه دعم أي طرف في الأزمة الليبية. 

لم تنتظر حركة النهضة التونسية كثيرًا حتى تنفي ما قاله «الرئيس» ولم تكثرت بغضب الشارع التونسي والقوى السياسية ونشطاء بالمجتمع المدنى، الذين نظموا وقفة احتجاجية أمام سفارة تركيا بتونس، تحت شعار لا للتدخل التركى فى ليبيا، ولا لإقحام تونس فى الصراع الليبى، مطالبين كل مؤسساتهم بالحياد والابتعاد كلية عن الأزمة. 

خرج راشد الغنوشى، زعيم حركة النهضة، ورئيس البرلمان الجديد ليؤكد أن بلاده، لا تعترف بأي سلطة في ليبيا سوى حكومة فائز السراج، وتلاعب كالعادة بالألفاظ مؤكدًا أن تدخل بلاده في الأزمة الليبية لن يكون إلا على مستوى وساطة الخير فقط، ولم يشرح كيف يكون واسطة خير وهو يدعم طرف على حساب الآخر ! 

ما قاله العنوشي يؤكد أن إخوان تونس لازالوا تابعين لكل أنشطة التنظيم الدولي، ولو بالتوجيه المعنوي، فالتضامن الحالي من أعضاء حركة النهضة، وخدمة كل ما يتعلق بأنشطة الإخوان والإسلاميين في المنطقة، لايحتاج إلى اجتماعات الغرف المغلقة في لندن أو عضوية معلنة في التنظيم الدولي للإخوان، الذي انسحبوا منه صوريًا، ولكنه حتى الآن باق في تصرفاتهم وأفكارهم وكل قرار داخلي أو خارجي، حتى لو كانت طريقة إخراجه، أكثر خبثا وبراجماتيه من إخوان مصر وأغلب أذرعهم في المنطقة. 

 

بهاء الصالحي، الكاتب والباحث، كان أول من تنبأ بأن فوز الإخوان في تونس، سينعكس الحرب في ليبيا، وأكد أنه قد تستمر إلى الأبد.

ويوضح الصالحي،  أن الأداء الدبلوماسي القديم لتونس، والذي أرساه الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة، وجعل البلاد على الحياد، وأبعدها عن الصراعات في خضم الساحة العربية المضطربة، سيتم تدميره وطرح بديل على منهج الغنوشي، أكثر تطرفا ، يناسب أفكار حركة النهضة، وآراء وتصورات الإسلام السياسي، الذي لا يستطيع التخلي عن عقيدة التمكين التي يمارسها منذ 1928 حتى الآن.

ويشير الباحث إلى أن سيطرة الإسلام السياسي على تونس، خطر شديد على الخريطة الأفريقية، التي تتشكل من جديد، ولاسيما أن استمراره هناك، يخلق سوق جديد للأسلحة، مع غياب مفهوم الإسلام الحضارى القائم على الحوار الفعلى وليس النظرى على حد قوله. 

الجريدة الرسمية