سعد الدين وهبة يكتب: أم كلثوم التي عرفتها
فى برنامج " سهرة وفنان " الذي أذاعه التليفزيون عام 1983 تحدث الكاتب سعد الدين وهبة عن ذكرياته مع سيدة الغناء العربي أم كلثوم فقال: “افتكر أم كلثوم كل يوم أربع مرات وأنا أمر بالأطلال في بيتها، ولم أسمع الأطلال لكني أشاهد أطلال بيتها ويفط تتشال وتتحط مع بداية الهدم بعد بيع بيتها لمستثمر عربي”.
أول مرة أسمع فيها الراديو عام 1933، وكان في بيت ضابط نقطة وردان بالجيزة، حيث كان والدي يعمل في دائرة عمر طوسون فأخذني إلى نقطة وردان لأسمع الراديو بعد أن قطعنا مشوار خمسة كيلو سمعت الراديو يقول: هنا راديو الأمير فاروق ــ كانت المحطات الأهلية والحكومية لم تبدأ بعدـ ثم سمعت صوت الآنسة أم كلثوم. ولم أعرف أصف عند عودتي إلى القرية ما سمعته من إرهاصات.
وسمعتها مرة ثانية عام 1934 في قرية دلشاية عند العمدة محمد عيد، وكان من الأعيان. وحين كنت تلميذا في المدرسة الابتدائية كنت أسمع أم كلثوم وعبد الوهاب والشيخ محمد رفعت، شدني صوت أم كلثوم فسمعتها في كل أطوار حياتي. في عام 1951 هناك أغنية سمعتها لا تمحى من حياتي وكانت مع إلغاء معاهدة 1936 وبداية الحركة الفدائية في القنال، وكنت ضابطا في مرور الإسكندرية ومنتسبا في كلية آداب الإسكندرية، كتبت برقية إلى وزير الداخلية أطلب فيها نقلي إلى القنال وكتبت معي اسم صديقي محمد توفيق. استدعاني حكمدار الإسكندرية عبد الغني بركات وقال أنتم مجانين ونفذ طلب النقل، وجاءت طائرة تقلنا إلى بورسعيد وبيّتنا عند عبد الحميد الحاج.. وفي بيته سمعت أم كلثوم تغني "مصر تتحدث عن نفسها" من شعر حافظ إبراهيم تقول: وقف الخلق ينظرون جميعا.. كيف أبني قواعد المجد وحدي.
عرفت أم كلثوم عن قرب عام 1968 لعمل فيلم عن حياتها، وفي أول لقاء أخذت معايا جهاز تسجيل حتى لا أنام وأنا أحدثها، قالت لي: إيه ده أنت عاوزنى أكلم الحديدة اللي قدامي، طلعت ورقة وقلم قالت: لأ أنت تسمع مني وتروح تكتبه ولو نسيت حاجة اتصل بي.
أم كلثوم في رحلة عبر الزمن الجميل
هوجمت أم كلثوم كما لم تهاجم فنانة في تاريخها، فمثلا مرة نشر مقال ضدها، فرد صبري التجريدي بمقال بعنوان (اضرب بمقالك عرض الحائط)، أم كلثوم في النهاية ظاهرة فريدة، شخصية مصرية قوية أروع ما فيها أنها كانت إنسانة عادية بعيدة عن الغرور.