رئيس التحرير
عصام كامل

أردوغان عاريًا!


قبل ثلاثة أيام فقط، كان رئيس الوزراء التركى لا يتوقف عن توجيه التحذيرات والإنذارات لبشار الأسد، مطالبًا إياه بالاستجابة لشعبه وترك الحكم ما دام شعبه لا يريده في الحكم، ولكن عندما خرج الأتراك محتجين، طرح عليهم أردوغان أمس يتهمهم بالتآمر ويطالبهم بوقف مظاهراتهم فورًا لعدم إزعاج السياح الأجانب، ويؤكد إصراره على تنفيذ مشروع المول التجارى الكبير الذي سيقام فوق حديقة في وسط واحد من أهم الميادين التركية في مدينة اسطنبول العاصمة الاقتصادية لتركيا.

هكذا تعرى أردوغان تمامًا سياسيًا.. فهو لم يعد عندما امتدت الاحتجاجات الشعبية إلى بلده الزعيم الذي يستجيب للشعب، ولكنه على العكس حاكم لا يختلف عن حكام الشعوب العربية التي طالب واحدًا منها بأن يتنحى حتى ترك الحكم وما زال يطالب آخر بذات الشىء وإن لم يستجب له!

إذن النموذج التركى أو التجرية التركية الإسلامية تنكشف وتظهر على حقيقتها.. إنها ليست تجربة في حقيقتها ديمقراطية، حتى وإن كان من يحكمون قد وصلوا إلى الحكم من خلال صناديق الانتخابات.

لقد كنا نمنى أنفسنا أن يحذو الإخوان حذو أردوغان ويكررون لدينا في مصر التجربة التركية، بدلًا من أن يصنعوا لنا تجربة باكستانية أو تجربة أفغانية أو حتى تجربة سودانية.. لكن الأقنعة التركية سقطت ولم تعد نموذجًا هنا يتمناه أحد أن يحتذى، خاصة أن التلاعب قد بدأه أردوغان لتعديل الدستور التركى حتى يحولها إلى رئاسيًا ويصبح هو رئيسًا.

إن ما يحدث في تركيا اليوم ستكون له تداعياته داخل مصر وفى منطقها خاصة الصراع الدائر الآن حول سوريا، وأيضًا سيجعل الأمريكان يسحبون دعمهم لمن هم على شاكلة أردوغان ورفاقه.

الجريدة الرسمية