رئيس التحرير
عصام كامل

المثقفون يترقبون «25 يناير» بحذر شديد.. الأبنودى: الشعب يشعر بأن الثورة سرقت منه.. عصفور: "الإخوان" تدفع بميليشياتها قريبا إلى التحرير.. الراوى: اتحاد الكتاب لن يدعم تيارًا بعينه

 وزير الثقافة الأسبق
وزير الثقافة الأسبق الدكتور جابر عصفور

يعيش المثقفون هذه الأيام، حيرة متزايدة، ما بين إتاحة مساحة حرية لهم تساندهم فيها التيارات الليبرالية، وحالة الخوف الناتجة عن مواقف جماعة الإخوان المسلمين والتيارات المتشددة التى لا تتردد عن استخدام العنف لتحقيق أهدافها.



وفى سياق ذلك، قال الشاعر عبد الرحمن الأبنودى: "إنه قلق من يوم 25 يناير القادم، وإن الجماعات المتشددة "لو قلت عقلها" وخرجت إلى ميدان التحرير، فى نفس مكان تجمع الثوريين، سيعرف الميدان طريقه للدماء مرة أخرى".

وأضاف "الخال"، أن الشعب المصرى لديه إحساس عميق بأن الثورة سرقت منه وأنه خدع، مشيرًا إلى أن خروج الثوريين للميدان فى 25 يناير، سيكون لرفع الشعارات القديمة التى لم يتحقق منها شيء.

وتابع الأبنودى: "الثوار لن ينزلوا للميدان ليحتفلوا بما لم يتحقق، ولكنها محاولة لهزيمة اليأس الذى يلجأ إليه الإسلام السياسى عبر الجماعات المتشددة ضد الثوار، حتى عمى دخانه الثورة"، مؤكدًا أن الثورة ما زالت فى الميدان وأنه يجب الدفاع عنها هذه المرة بصورة أوعى من خلال التحام والتفاف قويين.

وعن دعم المثقفين للتيارات المدنية، خلال الانتخابات البرلمانية القادمة، قال الأبنودى: " إن الدعم موجود بكل الطرق ولم يتخلَّ المثقفون عن الثورة لحظة واحدة، حيث إن الحركات الثورية والحركة الثقافية شيء واحد لا يمكن تفكيكه".

أما وزير الثقافة الأسبق، الدكتور جابر عصفور، أكد أن جماعة الإخوان المسلمين تدفع بميليشياتها المسلحة قريبًا إلى ميدان التحرير، مستغلة بذلك اختلاط بعض الأمور بالميدان، حيث أصبحت التفرقة بين الثوار الحقيقيين والبلطجية أمر محال.

أضاف عصفور: "اعتراض مجموعة من المشاغبين، لصاحب دار ميريت للنشر، الناشر محمد هاشم، ليلة رأس السنة بميدان التحرير (عيب وقلة أدب)، متسائلًا "ده بدل ما نكرمه! ".

وأكد الوزير الأسبق، أن "هاشم" بمثابة الأب الروحى للثوار وأنه منذ انطلاق الثورة وحتى الآن، خصصت "ميريت" لتكون مركز دعم متكامل بدأ بتقديم العلاج لجرحى الثورة، وتنظيم الوقفات الاحتجاجية مما جعل من الدار مركزا خدميًّا وثقافيًّا لكل من طرق باب ميريت.

وتوقع عصفور أن يخرج الشعب يوم 25 يناير القادم فى الذكرى الثانية للثورة، مع احتمال وقوع صدام بين ثوار الميدان والجماعات المتشددة؛ بسبب حالة التوتر الموجودة وتقلب الأوضاع السياسية السيئة، قائلًا : "بعد أن كانت الثورة حلمًا عظيمًا تشوه بسبب الإخوان المسلمين بعد تحالف الجماعة مع أصحاب الفكر المتطرف؛ كوسيلة للسيطرة على البلاد".

وفيما يرتبط بدور المثقفين فى دعم التيارات المدنية أثناء خوض الانتخابات البرلمانية القادمة، ذهب الدكتور جابر عصفور إلى أنه لا سلاح فى يد المثقف سوى القلم والكلمة، للوقوف إلى جوار الحق والمطالبة بأهداف الثورة.

أما الشاعر الكبير سيد حجاب، فقد أكد أن دعم الكتاب والمثقفين للتيارات المدنية، متواجد وبقوة منذ اللحظات الأولى للثورة، موضحًا أن الجبهة الوطنية للتغيير وجبهة الإنقاذ الوطنى، لهما دور أساسىّ فى دعم الشارع المصرى بصفة عامة، وقبل قيام الثورة بسنوات.

وأضاف حجاب: "25 يناير القادم سيكون يومًا عظيمًا، واستكمالًا لمسيرة الثورة إلى أن تتحقق أهدافها، بعد أن سلبتها هجمات الإخوان المسلمين، وقضت على الحريات العامة والوحدة الوطنية".

بينما رأى رئيس قسم الوثائق والمكتبات بكلية الآداب جامعة حلوان، الدكتور زين عبد الهادى، أن من مصلحة الإخوان وأحزاب الإسلام السياسى، أن تكون هناك معارضة حقيقية على الساحة السياسية المصرية.

وتطرق عبد الهادى إلى أن "المثقفين والمفكرين فى مصر للأسف الشديد فى حاجة إلى من يدعمهم، لكن علينا ألا نفقد الأمل فى النهاية".


وفى الإطار ذاته، أشار الروائى فؤاد قنديل إلى أن الكتاب والمثقفين جزء من القوى المدنية التى تستعد الآن لخوض الانتخابات البرلمانية، ويحاولون الدفع فى اتجاه مدنية الدولة، سواء بمقالات أو ندوات أو بتصريحات على مواقع التواصل الاجتماعى وغيرها.

وركز قنديل، على أن الجهد المبذول من جانب المثقفين أقل مما يجب فعله، ولن يحقق أهدافه المرجوة بشكل كامل؛ لأن عمل المثقفين فى معظمه "نخبوى" وقاصر على القشرة العليا، وهناك ملايين تحت هذه القشرة يميلون بحكم التدين الفطرى تجاه الإسلاميين.

وطالب قنديل، القوى المدنية بكافة أطيافها، أن تنزل إلى البسطاء والفقراء والعمال والفلاحين فى القرى والنجوع، للحوار معهم ورفع درجات الوعى لديهم، ولفت أنظارهم إلى أهمية تأييد التيارات المدنية التى تتعارك من أجلهم فى الانتخابات القادمة.

وصرح سكرتير عام مجلس إدارة اتحاد الكتاب المصريين، الدكتور صلاح الراوى، أن الاتحاد يضم تيارات سياسية مختلفة، يغلب عليها التيار المدنى، ولذلك لن يتخذ الاتحاد موقفًا موحدًا فى دعم ومساندة التيارات المدنية فى الانتخابات البرلمانية القادمة.

وأكد الراوى أن هذا يرجع إلى طبيعة تكوين اتحاد الكتاب، لأنه ليس حزبًا سياسيًّا؛ ولكنه نقابة تضم الكثير من التوجهات السياسية المختلفة، فداخل الاتحاد أعضاء من الإخوان المسلمين والليبراليين والماركسيين إلى آخر التوجهات والأيديولوجيات السياسية المختلفة.

ولفت الراوى الانتباه إلى أن أعضاء الاتحاد يدعِّمون التيارات المدنية؛ لكن بشكل مستقلّ من خلال توجهات كل عضو، فالاتحاد لن يجبر أحدًا على أى اتجاه سياسى بعينه، فكل كاتب له الحق أن يختار التيار الذى سيدعمه، وحتى الآن لن تدرس إدارة اتحاد الكتاب إذا كان الاتحاد سيقيم ندوات لمساندة القوى المدنية أم لا، وإذا حدث ذلك، سيفتح أيضًا المجال أمام أعضاء التيارات الأخرى لعمل ندوات لدعم التيارات الخاصة بها.

واختتم "الراوى" حديثه قائلًا: "على الاتحاد أن ينأى بنفسه عن دائرة التنازع السياسى الموجود فى الشارع المصرى؛ لأنه عندما رفضت غالبية الأعضاء البيان اللادستورى، أثار هذا ضجة وغضبًا من جانب التيارات الإسلامية بداخل الاتحاد على الرغم من قلة عددها".

الجريدة الرسمية