تفسير حلم من يتسلق أو ينزل من الجبل في المنام لـ ابن سيرين
الجبال في اليقظة لها هيبة رهيبة عند الإنسان وعندما ينظر إليها يري نفسه صغيرا جدا أمام الارتفاع الشاهق لها .
كما أن صعود الجبل في الحقيقة متعب وبه من المشقة والصعوبة في التسلق مما يجعل الإنسان يفكر مئات المرات قبل تسلقها ، ومن يصل إلي قمة الجبل يلقب بالبطل نظرا لأنه استطاع بمهارته وصبره تسلق الجبل ويصل الي القمة .
يقول ابن سيرين ويتفق معه الشيخ النابلسي إن رؤية الجبل في المنام تدل عموماً على المناصب الرفيعة والرتب الشريفة، فقد يكون الجبل في المنام عالماً أو ناسكاً أو سلطاناً قاسي القلب، كما تدل الجبال على المكان الشريف حسب الحلم .
ويتم تفسير الجبال في المنام على أنها ملوك أو علماء لأن الجبال أوتاد الأرض وهم أيضاً أوتادٌ في مواقعهم، والجبال في المنام تدل على الغاية والطلب لمن صعد أو نزل حسب الحلم .
وفسرابن سيرين أن من يرى نفسه في المنام و كأنه فوق جبل دل هذا علي أنه يتقرب من شخص ذي شأن ويستجير به ويعرف بنسبته إليه، وقد يكون هذا الشخص سلطاناً أو معلماً، وقد يكون عابداً أو ناسكاً خاصة لمن رأى الأذان فوق الجبل.
تفسير حلم ركوب الدراجة في المنام لـ ابن سيرين
وإذا رأى نفسه في المنام على قمة جبل يرمي السهام سيصل صيته بقدر ما انطلقت سهامه، كذلك تكون سلطته بقدر قوة انطلاق سهامه والله أعلم.
وحلم الجلوس على أعلى الجبل للخائف أمنٌ من خوفه، ومن كان على سفر بحري دل الحلم على تعطل مسيرته واضطراره للتوقف.
ومن رأى أنه يهرب من الماء إلى الجبل يدل هذا الحلم علي شدة وتعب وهلاك، وذلك لقصة سيدنا نوح مع ابنه الذي فر إلى الجبل فهلك مع الهالكين ﴿قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ﴾، وقد يدل هذا الحلم على اعتزال رأي الجماعة والتفرد بالبدعة والهوى خاصة إذا كان الهروب من الجيد إلى الرديء .
يقول ابن سيرين ان من يري نفسه يصعد الجبل دل ذلك على تحقيق الغايات بسهولة وأمن بإذن الله، والصعود إلى الجبل إن كان جزئياً كان تحقيق المطالب مثله.
وأما من يري نفسه في المنام يصعد الجبل بصعوبة و من غير درج أو طريق فإن صاحب الحلم لا ينال ما يطلب وتصيبه الخسارة والله أعلم، لكن اذا وصل إلى القمة فانه سوف يصل الي إلي مبتغاه مهما كان الطريق.
ومن استيقظ من نومه قبل أن يصل إلى أعلى الجبل وكان صعوده شاقاً ومتعباً فذلك يدل على أنه قد يهلك في الطلب، وربما فسد دينه.
ومن صعد الجبل في المنام فوصل وشرب من مائه ينال ما هو أهل له من ولاية أو منصب أو رزق، ويكون نيله لذلك من حيث سهولته وصعوبته بقدر سهولة الصعود في المنام أو صعوبته.
وأسوأ ما يكون من رؤية صعود الجبل في المنام أن يرى الإنسان نفسه يصعد الجبل قائماً واقفاً، فتلك مشقة وشدة وهمٌّ، وذلك لقوله تعالى في سورة المدثر ﴿سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا﴾.
يقول ابن سيرين أن كل صعود في المنام رفعة وعز، وكل نزول ضعة وتراجع، فإن دلَّ الصعود في المنام على الهمِّ كان النزول فرجاً، وإن دلَّ الصعود على الطلب أو الولاية كان النزول فشلاً أو عزلاً والله أعلم.
ومن يرى نفسه في المنام أنه ينزل من الجبل دل هذا على خسارة الأماني والمطالب وعدم القدرة على تحقيقها والله اعلم .