رئيس التحرير
عصام كامل

شاعر الشباب.. كتب لأم كلثوم نصف أغانيها

الفنانة أم كلثوم
الفنانة أم كلثوم

‬شدت أم كلثوم بـ ١١٠ من أروع ما كتب من أشعار هزت العواطف وترسخت في الوجدان، وإذا كان لكل عصر شعراؤه ومؤلفوه فإن الشاعر أحمد رامى هو شاعر لكل العصور.

الشاعر أحمد رامى الذي ولد عام ١٨٩٢ يعود إلى أصول شركسية تركية، إلا أن والدته مصرية أقام بحى الناصرية بالسيدة زينب، درس بمدرسة المعلمين وانضم منها إلى جمعية النشأة الحديثة وهى جمعية تضم الأدباء ومن خلالها ظهرت أول قصيدة لرامى نشرها في مجلة «الروايات الجديدة بعنوان «أيها الطائر المغرد».

عمل مساعدًا لأمين مكتبة بمدرسة المعلمين ثم انتقل للعمل بدار الكتب حيث وجد فيها النبع الثقافى والأدبى الذي نهل منه وأصقل ثقافته.

سافر في بعثة على نفقة الدولة لدراسة فن تنسيق المكتبات في جامعة السوربون ومن شدة حبه للشعر الذى يراه وحى يلقى في روع الشاعر فلا يملك له دفعًا وهو أيضا نجوى القلب التي لا يملك الشاعر إلا ترجمتها.

وصف شاعر النيل حافظ إبراهيم شعر رامى بقوله: «هو شعر النفس وهو أرقى مراتب الشعر، ورامى شاعر رقيق الحواس والألفاظ بعيد مرامى المعانى تتسم عباراته بالسلاسة والعذوبة.

رسخت أقدامه في مجال الشعر الرومانسى وتولدت دوواينه فترجم رباعيات الخيام شعرًا من الفارسية إلى العربية وكان قد درس الفارسية في باريس أثناء بعثته.

حين نشرت مجلة «السفور» إحدى قصائده «الحب تفضحه عيونه.. وتنم عن وجد شجونه أعجب بها الشيخ أبو العلا محمد الملحن فقام بتلحينها وقدمها إلى أم كلثوم لتغنيها وعندما عاد رامى من باريس فوجئ بالمطربة المبتدئة تغنى قصيدته دون استئذانه فذهب إلى تياتروا الأزبكية وكان أول لقاء مع أم كلثوم وما كان يتحدث إليها حتى فتنته خفة ظلها وجمال صوتها.. ومن يومها تأكد رامى من مشاعره الفياضة تجاه أم كلثوم وتأكدت هى من حبه لها فأصبحت هى حبيبته وملهمته حتى إنه وضع لها كلمات نصف أغانيها ١١٠ أغنية ووضع ٥٢ شاعرا آخر النصف الثانى.

نظرًا لشدة حب رامى لأم كلثوم نصحه الشاعر أحمد شوقى بألا يتزوج أم كلثوم وأن يسرع بالزواج من أخرى حتى يصبح أبًا.

عند رحيل أم كلثوم أصيب رامى بصدمة عنيفة فهجر الشعر ورفض أن يكتب أي أغنية واعتزل الناس حتى رحل في ٤ يونيو ١٩٨١.

فقد صرحت السيدة عطيات زوجة أحمد رامى بأنه لم يتقاض مليمًا واحدًا عن أي أغنية كتبها لأم كلثوم بل كانت أغانيه مهداة لها حتى إنه كتب قصيدة رثاء لأم كلثوم قال فيها:
صحبتها من ضحى عمرى…… أصوغ أحلى المعانى ثم أهديها.
الجريدة الرسمية