منتصر عمران يكتب: حقوق الإنسان مبدأ لا يتجزأ
للأسف تم حصر مفهوم حقوق الإنسان في مجال واحد، وهو حقوق الإنسان السياسية، وتناسى هؤلاء أن حقوق الإنسان مبدأ لا يتجزأ، وأن هناك مجالات لحقوق الإنسان أولى وأنفع مثل حق الإنسان في السكن اللائق وحق الإنسان في الغذاء وحق الإنسان في الصحة وحق الإنسان في التعليم وغير ذلك كثير.. وهناك مؤتمرات دولية وإقليمية تناولت ذلك.. ولكن بعض الجماعات والأحزاب ذات الاجندات الخارجية ركزت على حقوق الإنسان في السياسة من خلال قنواتهم ومواقعهم الإلكترونية لتحقيق أهداف سياسية بحتة بعيدة عن الهدف الحقيقي لحقوق الإنسان الذي من أجله وضعت مبدأ حقوق الإنسان من أجل حياة كريمة.
وهنا أحب أن أتناول قضية مسلمي الإيغور، حيث إن الأخبار الواردة من الصين عن اضطهاد مسلمي الإيغور من المفترض أن يصدم منها كل إنسان يحمل مشاعر الإنسانية وكل قلب نابض بالرأفة والمحبة للبشرية.. ومفعم أيضا بكل مفاهيم الحق في الحياة.
ومن دراستي لمبدأ حقوق الإنسان الذي أصبح ركيزة أساسية في السياسة الدولية وأصبح هذا المبدأ ملزم لكل الدول التي تنتمي إلى المجتمع الدولي ولها مقعد في الجمعية العمومية للأمم المتحدة أن تصون حقوق الإنسان بغض النظر عن جنسه أو لغته أو دينه.
وهناك محاكمات دورية في مجلس الأمن للدول تختص في شئون حقوق الإنسان لديها حتى صار هذا الأمر مألوفا ومعمولا به في كل الهيئات والمنظمات الدولية ولم نسمع عن أي دولة مهما كانت مكانتها تعترض وتقول إن هذا شأن داخلي.
ومن المفترض أيضا أن التطور بالعلم والتكنولوجيا يزيد من إنسانيتنا وليس العكس.. فالمشاهد التي رأيتها عن حالات التعذيب لمسلمي الإيغور لم تهز فقط المسلمين بل كان لازما أن تهز كل إنسان عنده ضمير وذرة من إنسانية؛ لأننا هنا بصدد الأخوة الإنسانية والضمير الحى.
أما أن يتحجج الإنسان بأن هؤلاء البشر قلة أو أن أردوغان، أو حتى نتنياهو، يدافع عنهم، فهذا مبرر ينافي كل الأعراف الإنسانية قبل الشعور الديني المكلف بتطبيقه تجاه أناس عزل من السلاح لا جريمة لهم إلا أنهم مسلمون.. ومن أجل هذا الدين تمنع عنهم كل الحقوق الإنسانية والدينية التي كفلها القانون الدولي، ومن قبله مواثيق الأعراف البشرية منذ بدء الخليقة، علاوة على تعاليم الكتب السماوية جميعها، في تحدٍ صارخ لكل القيم التي تمنع من الحكم العنصري الذي هو عنوان حكم الغابة.
خلاصة القول إن مبدأ حقوق الإنسانية والاضطهاد الديني مبدأ واحد لا يتجزأ.. ولا يحق لأي إنسان أن يقبل بعضه ويرفض بعضه أو أن يدافع عنه في مكان ويترك الدفاع عنه في مكان آخر.
دمتم بكل إنسانية ومشاعر بشرية مفعمة بالسمو الأخلاقي والروحي.