"صوت أجراس .. زينة وناس" أسرة مصرية تعلق أمنياتها على شجرة الكريسماس | فيديو وصور
"ليلة عيد.. ليلة عيد.. الليلة ليلة عيد، زينة وناس، صوت أجراس عم بترن بعيد".. بهذه الكلمات التي تتغنى بها السيدة فيروز احتفالا بعيد رأس السنة الجديدة، تقف "ميفين" 6 سنوات أمام مرآتها الصغيرة ذات الحواف الوردية، تكشف عن أسنان صغيرة مازالت مقدمتها في مراحل إنباتها الأولى، تردد الأغنية وهي تبحث عن "الزعبوط" الأحمر الخاص ببابا نويل، تضعه على رأسه، ثم سرعان ما تزيله وتضع طوق لامع يشبه قرون غزالة بابا نويل، تنادي الأب والأم في الخارج ومذاق السعادة لازال عالقا بكلماتها، "متبدأوش تعليق الهدايا على الشجرة إلا لما أجهز نفسي"، نظرة سريعة في المرآة على الهيئة كاملة، ابتسامة أوسع، ثم ضحكة عالية.
ساعات قليلة تفصلنا عن عام جديد، نودع به أياما بدت ثقيلة في أحيان وهنيئة في أحيان أخرى، تستعد أسرة السيد ماجد صبحي لاستقبال العام الجديد وتوديع آخر ساعات المنصرم على طريقتها الخاصة، طقوس ثابتة وعادات لا تنقطع منذ زواج ماجد ودينا قبل حوالي سبع سنوات، في مثل هذا اليوم من كل عام، يحاول الزوج العودة إلى المنزل في ساعة مبكرة، ليشمر عن ساعديه ويساهم في توثيق هذه اللحظة التي تنتظرها الأسرة الصغيرة كل عام، ليعلق كل واحد أمنيته على أحد أفرع شجرة عيد الميلاد، "ده طقس ثابت عندنا من أيام ما كنا أطفال في منازل العائلة سواء زوجتي أو أنا لما كنا عايشين في منطقة حدائق القبة"، يتحدث الزوج ماجد صبحي عن طقوس إعداد شجرة عيد الميلاد بالمنزل.
الأطفال يزينون الشجرة صوت فيروز يدندن في خلفية المشهد، يقطعه بين الحين والآخر توجيهات الأب بضرورة وضع هذا الجرس هنا أو ذاك الرجل الثلجي هناك، الأم تنادي بصوتها الحاني على الابنة الصغرى "سيلينا" كلما أرادت الشرود بعيدا عن محيط الشجرة، الأفراد الأربعة يلتفون حول الشجرة، العمل قائم على قدم وساق، في حين يمنح صوت فيروز المخملي لجو الصالة الصغيرة المزيد من الدفء ورائحة السلام والسعادة، تبحث الابنة الكبرى عن الصندوق الأحمر الصغير لتعلقه في منتصف الشجرة الخضراء ذات الحواف البيضاء.
شجرة الكريسماس والألعاب النارية تضيء سماء منتدى شباب العالم بشرم الشيخ (فيديو)
"زمان أيام ما كنت صغيرة في بيت العائلة، كان والدي ووالدتي حريصين يجمعونا حواليهم ونعلق الزينة على الشجرة، الشجرة كانت لونها أخضر بس وعليها هدايا بسيطة أجراس وبابا نويل، مكنش كل الاختراعات والتحديثات دي ظهرت، لما اتجوزت كنت حريصة كل بنت لما تكبر وتوعى شوية، تفهم إنه ضروري نستقبل السنة الجديدة بتزيين شجرة عيد الميلاد ووضعها في الصالة، قبل احتفالات يوم 25 ديسمبر بتكون كل حاجة جاهزة وفي انتظار الاحتفال".
عند تحديد موعد النزول لشراء الهدايا التي ستعلق على أفرع شجرة عيد الميلاد، ترافق ميفين وسيلينا الأب والأم عند الذهاب للمتجر لشراء الهدايا، وأيضا عند العودة إلى المنزل، تتحول مهمتهما البحث عن الهدايا التي كانت معلقة على شجرة العام الماضي، يفرزونها للبحث عن الهدايا التي يمكن أن تناسب العام الحالي أيضا.
في الصف الأول الإعدادي كان ماجد حينما رأى والده وإخوته يعلقان الزينة على شجرة عيد الميلاد في المنزل، رافقهم في رحلة شراء هدايا الشجرة، ذهب إلى المنزل ووجد الشجرة الصغيرة، فرح فرحا شديدا بوجودها في أحد أركان المنزل حتى بعد إنقضاء عيد القيامة المجيد، "لسه حريصين تفضل موجودة وبتنور حتى بعد إنتهاء عيد 7 يناير". في ذلك الوقت لم يكن طقس تزيين شجرة الكريسماس في البيت منتشر في محيط مسكن ماجد، "الناس كانت بتكتفي بس إنها تتفرج عليها في الشارع أو المولات مكنتش الثقافة دي انتشرت على نطاق واسع".
كبر ماجد وتتابعت السنوات الواحدة تلو الأخرى، بدأ يبحث عن السبب الحقيقي وراء حرص الملايين على تزيين شجرة الكريسماس، على صفحات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، لماذا كان من الضروري أن يكون ثمة شجرة خضراء تتناثر الألوان الزاهية المختلفة حولها ؟!، هل للشجرة بعد ديني أم تاريخي؟، أسئلة كثيرة طرحها ماجد على نفسه، "بحثت وعرفت أنه لها بعد ديني وكان في قديس في مدينة ما بتعبد حيوان ما، وهو وجد إنه البشر يذبحون على هذه الشجرة بدون ذنب وهو اللي منع ده وأصبحت شجرة مقدسة لدى المسيحيين".
تهمس ميفين للشجرة، بينما تمسك بقوة يديها الصغيرة بالجرس الذهبي الصغير، "أنا نفسي السنة الجديدة دي بابا يجيب لي عروسة باربي الكبيرة"، ثم تعلق الجرس على الشجرة. تعلو الابتسامة وجه الأم تتمنى السعادة والمزيد من الدفء والراحة على الأسرة، في حين يتمنى الأب أن يرزقان في العام الجديد بمولود ثالث يضاف إلى العائلة، يتلاشى الضوء المحيط بهم، لا يبقى إلا ضوء الشجرة الأزرق والأحمر اللامعين.
تقول بعض الروايات إن تاريخ شجرة عيد الميلاد يعود إلى فترة ما قبل حكم الملك قسطنطين، حينما كانت هناك بعض القبائل تعبد هذه الشجرة، التي يرى البعض أنها شجرة نبات الصنوبر، ويقدمون القرابين البشرة عليها من خلال ذبح أحد الأشخاص أمامها، لتقديمه قربانا لإله الغابات، في منطقة ألمانيا الوسطى تحديدا، فبعد دخول المسيحية تحولت غلى رمزا لميلاد السيد المسيح.