أخونة العملة
تعالت أصوات خبراء الاقتصاد فى المؤتمر الاقتصادى الذى عقد الأسبوع الماضى برئاسة هشام قنديل، رئيس الوزراء، بضرورة تغيير العملة المصرية بهدف حصار من قاموا بتهريب الأموال بالخارج!
وأعتقد أن من قاموا بتهريب الأموال مش حيهربوها بالجنيه، حتما ستكون بالدولار، أو اليورو، لكن المشكلة ليست فى تغيير العملة بقدر ما هى تغيير شكلها، وهل الهدف من هذا المقترح محاصرة الأموال الهاربة أم بهدف تخليد مؤسسى الإخوان على العملات الورقية، كل على حسب قدره لديهم.
فمثلا حسن البنا ستحتل صورته الورقة فئة المائتى جنيه، يليه المرشد الثانى للجماعة المستشار حسن الهضيبى على فئة المائة جنيه، ثم عمر التلمسانى على فئة الخمسين جنيه، يليه حامد أبو النصر على العشرين جنيه، ثم مشهور على العشرة جنيه، ثم مأمون الهضيبى حتما سيوضع على الخمس جنيهات، فمهدى عاكف على الجنيه، وأعتقد أن بديع ستزين صورته الورقة فئة النصف جنيه.
لكن المشكلة الكبرى التى ستواجههم.. على أى فئة ستوضع صورة الرئيس، حتما سيتم طباعة ورقة جديدة فئة الخمسمائة جنيه تناسب سيادته، وتتماشى مع التضخم الذى أصاب البلاد، لكن الرافضين للإخوان كيف سيتعاملون مع تلك العملات؟ أعتقد أن جبهة الإنقاذ ستقاطعها وتتعامل بالدولار، أما السلفيون الذين يحرمون الصور فسيعودون لنظام المبادلة، أما العوام فأعتقد أنهم سيرضخون للأمر الواقع، ويتعاملون بتلك العملات.
فالمواطن يستطيع شراء 2 كيلو لحمة بحسن البنا، وشنطة مدرسة لابنه بالهضيبى، وكارت محمول بالتلمسانى، و2 كيلو طماطم بمشهور، وكيلو كوسة بورقة مأمون، ويعطى عاكف مصروفًا للأولاد، ويشترى 10 أرغفة بالمسامير مدعم ببديع، ويشترى فردة كاوتش استبن لعربيته بـ 55 جنيه.
والسؤال: العملة المعدنية هل سيتم إلغاء النسر واستبداله بشعار الجماعة سيفين ومصحف؟! عموما الظاهر إن العقدة حاول الاستقالة بسبب عدم القدرة على تحقيق تلك الأفكار، لكن عموما كل عقدة ولها حلّال.