أسئلة غير منتهية الصلاحية!
فى 25 يناير الجارى سيكون مرّ على ثورتنا المجيدة عامان كاملان دون أن نصل إلى إجابات عن علامات استفهام كثيرة ما زالت تشغل بالنا، وتسيطر على عقولنا، وتحتل مساحة كبيرة من تفكيرنا.. ولا أبالغ حينما أقول إنها تؤرِّق مضجعنا، خصوصًا أن الإجابة عليها ستحدد ملامح مستقبل مصر إلى حد كبير.
أول هذه الأسئلة متعلق بشخص الرئيس محمد مرسى، وبعض القيادات الإخوانية الذين كانوا معه فى السجن يوم "جمعة الغضب" 28 يناير 2011.. كيف خرج من السجن؟ وكيف اتصل بقناة "الجزيرة" وقت أن كانت الاتصالات مقطوعة عن مصر؟ ومَنْ الذى ساعدهم على الهرب؟ وما المقابل؟!
ثانيًا: أين تقارير لجان تقصى الحقائق الخاصة بأحداث جمعة الغضب، وموقعة الجمل، وماسبيرو، ومحمد محمود، ومجلس الوزراء، ومذبحة بورسعيد؟ ولماذا يتم التكتم عليها؟ هل هى لم تصل إلى شىء، أم أنها توصلت إلى قتلة الثوار، ولكن تم التستر على الجناة الحقيقيين الذين ارتكبوا هذه المذبحة، لأنهم من جماعة وأهل وعشيرة الرئيس؟!
ثالثًا: إذا كان مرسى وجماعته كانا يتهمان "العسكر" و"الفلول" و"الداخلية" و"المخابرات" و"النائب العام" عبد المجيد وقضاء مبارك.. بأنهم وراء كل ما حدث فى مصربعد الثورة.. فلماذا تم تكريم كل مَنْ اتهماهم وعلى رأسهم الدكتور الجنزورى والمشير حسين طنطاوى والفريق سامى عنان والمستشار فاروق سلطان رئيس المحكمة الدستورية العليا؟!
وما الذى ينقص مرسى الآن وهو الذى عيَّن رئيس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الداخلية ووزير العدل ورئيس المخابرات العامة والحربية ورئيس جهاز الأمن الوطنى.. وهو الذى عيَّن النائب العام.. وهو الذى يسيطر على مجلس الشورى.. وكل مفاصل الدولة.. فلماذا يحجب عنا حقيقة ما حدث خلال العامين السابقين، أو على الأقل ما حدث خلال الشهور الستة التى تولى فيها منصبه؟!
رابعًا: ما حقيقة العملية "نسر1" و"نسر2" التى أعلن مرسى أنه يقودها بنفسه لتطهير سيناء من الإرهابيين والجهاديين؟ وما آخر التقارير عنها؟ ومَنْ هم هؤلاء الإرهابيون؟ هل هم من مصر أم من غزة أم من أجناس شتى؟ أم أنها كانت بالأساس "خدعة" إخوانية لإشغال الرأى العام المصرى لتمرير أشياء فى الخفاء؟
خامسًا: لماذا لم نسمع عن تحقيق مع مسئول واحد فى موقعة "الاتحادية" مثلما حدث فى موقعة "الجمل" وموقعة "الاستاد"، خصوصًا أن الإخوان ملأوا وسائل الإعلام صراخًا بأن ضحايا الاتحادية هم من شهداء "الجماعة"..؟!
سادسًا: ما حقيقة "الخلية 95" والميليشيات الإخوانية"؟ وما حقيقة الدور القطرى فى مصر؟ ولماذا كل هذا الغزل لهذه الدويلة، فى حين يتم التعامل بجفاء وصلف وعنجهية تجاه دولتَى السعودية والإمارات، ونحن نعلم شعور هاتين الدولتين، تحديدًا، تجاه مصر؟
الإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها ستحدد مَنْ سيبقى فى صدارة المشهد، ومَنْ سيختفى من الصورة.. مَنْ هو الجانى الحقيقى ومَنْ هو الضحية.. مَنْ الذى صدق ما عاهد عليه الشعب أمام الله، ومَنْ الذى خانه ونصب عليه؟!