خليل مطران.. قصة حب حزينة
شاعر مرهف الحس والوجدان، استطاع أن يعبر بقلمه عن خواطره بأسلوب تأملي، وشعر في غاية الشفافية، ساهم في النهوض بالمسرح المصري عندما ترجم مسرحيات شكسيبر (عطيل وماكبث وتاجر البندقية ).
ولد خليل مطران في لبنان وأمه من أصل فلسطينى، تأثر بأستاذه الأديب إبراهيم البازجي طوال بداياته، نظم الشعر وهو صغيرًا ومبدؤه الجمع بين الثقافة الغربية والثقافة العربية ومن هذا المزيج يمكن أن ننهض نهضة أدبية مرموقة.. وكان من الطبيعي على جبران أن يقف ضد كل ألوان القهر والعسف المتمثل في الخلافة العثمانية التي بدا عليها مظاهر التخلف كما ناهض الاستعمار الإنجليزي والفرنسى في العالم العربي، فكاد موقفه السياسي يعرضه لمحاولة اغتيال من قبل الحاكم التركي فاتجه إلى باريس لدراسة الأدب الفرنسي. ونظرا لاهتمامه بالسياسة والجهاد في سبيل الوطن انضم في باريس إلى جماعة تركيا الفتاة التي تناهض السلطان عبدالحميد ثم غادر فرنسا إلى مصر عام ١٨٩٢.
بدأ نجمه يظهر كشاعر موهوب حين عمل بجريدة الأهرام، وأسس لنفسه مجلة خاصة هي المجلة المصرية، عين بعد ذلك في إدارة الفرقة القومية.
أحب مطران وكان حبه دافعًا لأن يكتب أجمل أشعاره ويروي قصة حبه في ديوانه «حكاية عاشقين» الذي يقدم قصة حب لم تكتمل، تلك الفتاة التي أحبها ثم اكتشف أنها مريضة بالرئة ثم ماتت وتركته فعاش حزينا على ذكراها وعكس هذا الحزن في ديوانه الذي جسد في الحزن على فراق محبوبته.
عرف خليل مطران بغزارة علمه وإلمامه بالفرنسية والعربية، ورقة طبعه وأطلق عليه لقب "شاعر القطرين" ويقصد بهما مصر ولبنان وبعد وفاة حافظ وشوقي أطلقوا عليه شاعر الأقطار العربية، دعا مطران إلى التجديد في الشعر العربي فكان أحد رواد القصائد الاجتماعية محاربًا الفساد الاجتماعي والخلقي.
قدم خليل مطران للمكتبة العربية كتبا عديدة منها:( ينابيع الحكم والأمثال، ديوان الخليل وإلي الشباب)، ومن قصائده: (المساء، موت عزيز، الأسد الباكي وفاء، الجنين الشهيد، المنتحر، نيرون، فتاة الجبل الأسود، الزنبقة).
توفي مطران بالقاهرة في الأول من يونيو ١٩٤٩ ليدفن في مصر فقال عنه د. محمد حسين هيكل: "عاش مطران للحاضر في الحاضر وجذب جيله ليجعله حاضرًا ولهذا تميز شعره وأسلوب تفكيره بالحيوية".