ما هي النميمة وما حكم الشرع فيها؟
حرصت الشريعة الإسلامية على العلاقات الإنسانية واستبعاد أى خلق سيؤدي الى تفسخ العلاقات وانتشار العداوات بين الناس.
ويقول الدكتور طه حبيشى أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر: إن من أهم أمراض المجتمع التى ينبغى ملاحقتها وعلاج الأمم منها ومن آثارها هذا الداء الذى يعرف بالنميمة. والنميمة كلمة يعرفها الناس وتتحدث عنها الشرائع والانظمة بمدلولها الواسع الذى ذكره العلماء وحذروا منه.
وقد يظن بعض الناس أن النميمة إنما تطلق على من ينم قول الغير الى المقول فيه بقوله فلان يقول فيك كذا، وهذا تبسيط لمعنى النميمة ربما لا يستوعب كل الجوانب التى تقصدها الشريعة من اللفظ. والمعنى الشامل الذى تدل عليه النميمة هو كشف ما يكره كشفه سواء كره المنقول عنه أو المنقول إليه أو طرف ثالث، وسواء كان الكشف بالقول أو الكتابة أو الرمز او الإيحاء او نحوها، وسواء كان من الأقوال أو الاعمال وسواء كان عيبا أو غيره، وعموما فإن النميمة هى إفشاء السر وهتك الستر عما يكره كشفه.
والنميمة بما تدل عليه على هذا النحو قد صنفت لدى المشتغلين بالأخلاق الإسلامية وغيرها على أنها خلق مذموم وصاحبه ممقوت كما أنها صنفت لدى علماء الشريعة على أنها من المحرمات بل هى من الكبائر وفاعلها قد ارتكب إثما عظيما لا يكفره إلا الندم الذى يحرق القلب بين يدى الله يسأله أن يغفر له.
ففى القرآن الكريم حديث عن بعض كبراء المشركين فى مكة يبين مسالبه ويحصى عليه عيوبه ويحذر النبى منه ومن أمثاله " ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم " ومن يتأمل هذه الآية يجد أن النمام قد سلك مجموعة من الخلائق السيئة، ومقاومة هذا المرض لا يتوقف على طرف واحد وإنما لا بد أن نتعامل جميعا بتعاون تام لنقاومه حتى ندرك النتائج فى وقت قصير وبجهد قليل. أولا أن نسكت عن كل ما سمعناه ولا نحدث به الغير إلا إذا كان في حكايته فائدة للمسلمين أو دفع لمعصية.
حكم الإعانة على القتل؟.. دار الإفتاء تجيب وثانيا على الإنسان الذى نقل إليه الحديث أن يلتزم خمسة أمور يحتسب كل واحد منها عند ربه الأول، ألا يصدقه لأنه نمام فاسق وهو مردود الخبر ، الثانى أن ينهاه عن ذلك وينصحه ويقبح فعله ، والثالث أن يبغضه فى الله عز وجل، والرابع ألا يظن فى المنقول عنه السوء لقوله تعالى "اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثما" والخامس ألا يحمله ما حكى له على التجسس والبحث عن تحقيق ذلك لقوله تعالى "ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا".