الغرف التجارية: نعاني من "الركود".. لم نستفد من التعديلات التشريعية.. ودعم الصادرات خطوة في الطريق الصحيح
رغم الجهود المبذولة لجذب الاستثمارات الداخلية أو الخارجية في المجال الاقتصادي فإن بعض القطاعات ما زالت تعانى ضعفا واضحا في الاستثمارات، ولم تستفد من التعديلات التشريعية والحوافز المعلنة للمستثمرين وهو ما أرجعه متخصصون إلى وجود بعض العوائق والأزمات التي تواجه القطاعات والمستثمرين أنفسهم.
وأكدوا أنه لزيادة الاستثمارات في مصر فلا بد من وجود محفزات حقيقية تلبى حاجة المستثمر بحيث تتفوق عوامل الجذب هذه على غيرها من الدول وتمنحها الأفضلية لتعظيم وتنامى الاستثمار في الداخل وبالتالي الانطلاق إلى القارة الأفريقية. وتحدث رؤساء الشُّعب النوعية بالغرف التجارية عن أبرز المشكلات التي تقف عائقا أمام ضخ مزيد من الاستثمارات الأجنبية في السوق المصرية.
الملابس الجاهزة
يحيى زنانيرى، رئيس الشُّعبة العامة للملابس الجاهزة بالاتحاد العام للغرف التجارية، أكد أن أكثر العقبات التي تواجه الملابس الجاهزة هو الكساد الموجود في الأسواق والذي لا يشجع المستثمرين على ضخ أموال جديدة في القطاع، مشيرا إلى أن " الركود" هو العقبة الحقيقية أمام هذه الصناعة فكلما ارتفعت معدلات الركود كلما زاد تخوف المستثمرين من الدخول إلى قطاع الملابس الجاهزة، بينما الانتعاش والرواج يشجعان المستثمرين على الدخول في القطاع وضخ المزيد من الاستثمارات.
وحول الصادرات أكد أن الاستثمارات الخاصة بالصادرات استفادت من التعويم لكن ليس بنسبة كبيرة وكان من المفترض أن ترتفع معدلات الصادرات إلى ما هو أكثر من ذلك ولكنها لم تتضاعف بالشكل المطلوب حيث لم تتجاوز أكثر من 20% في الثلاث سنوات الماضية وكان من الأفضل أن ترتفع إلى ما هو أكثر من ذلك وتتضاعف بنسبة 100%. وأوضح أن دولا مثل بنجلاديش يرتفع فيها حجم الصادرات بنسبة تتخطى 20 مليار دولار بينما مصر لا تتجاوز صادراتها ما يقرب من 2 مليار دولار فقط.
وأشار إلى أن ضعف البنية التحتية ونقص مستلزمات الإنتاج مشكلات تواجه الصناعة المحلية ولكن من الممكن التغلب عليها إذا انتعشت الأسواق وانكسرت معدلات الركود.
المستلزمات الطبية
في سياق متصل قال محمد إسماعيل رئيس شعبة المستلزمات الطبية بالغرفة التجارية، إن حجم الاستثمارات في القطاع يتجاوز 10 مليارات جنيه ويعمل بها 270 مصنعا و6000 شركة في مجال التوريدات والتجارة والاستيراد، مشيرا إلى أن مصر أكبر دولة عربية وأفريقية تنتج وتصدر إلى الدول الخارجية وتقوم بالتصدير إلى 65 دولة من بينها أمريكا واليابان وغيرها من الدول حول العالم.
وبدأت مصر تصنيع المستلزمات الطبية عام 1981 وانتشرت وراجت في مصر بصورة كبيرة ويعد الفترة ما بين 2004 إلى 2010 هي العصر الذهبي لقطاع المستلزمات الطبية بسبب دعم الصادرات وبرنامج تحديث الصناعة التي كانت تعمل على تشجيع المصنعين على المشاركة في المعارض الخارجية.
وأضاف:"تراجع دور برنامج تحديث الصناعة ودعم الصادرات عقب الثورة مباشرة مما أدى إلى تراجع استثمارات القطاع بصورة كبيرة، ونتمنى أن نعود للعصر الذهبى من خلال إعادة العمل على دعم الصادرات وبرنامج التحديث في ظل أن القطاع يعد من القطاعات الواعدة وعلى الرغم من اجتماع مجلس الوزراء إلا أننا في انتظار انفراجة لعودة القطاع من جديد لأوج ازدهاره".
الاتصالات والتكنولجيا
وفيما يتعلق بالاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أكد ايهاب سعيد، رئيس الشعبة العامة للاتصالات بالغرفة التجارية، أن وزارة الاتصالات تقوم بدور كبير في مجال التحول الرقمى، وأن مظاهر التحول الرقمي والاستخدام التكنولوجى واضحة وجلية من خلال المواطنين العاديين والذين يحملون أجهزة سمارت فون وكذلك استخدامهم لعمليات الدفع المختلفة بواسطة التكنولوجيا وتأدية جميع خدماتهم، بالإضافة إلى انتشار التجارة الإلكترونية واستحواذها على اهتمامات الكثير من المواطنين في الفترة الأخيرة وهو ما يتطلب تحولا كاملا للعاملين بالتجارة لمواكبة التكنولوجيا الحديثة، بجانب إطلاق المنصة الإلكترونية مؤخرا.
"سعيد" شدد على أن مصر تستطيع أن تقوم بدور أكبر وتستحوذ على السوق الواعدة في أفريقيا وأن تصبح البوابة الحقيقية في أفريقيا للتكنولوجيا، ولابد من توافر المعلومات وإتاحتها للناس بحيث يحدث ترابط بين العاملين في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بشكل أكبر، موضحا أن الجهود المبذولة للاستثمارات في مجال التكنولوجيا واضحة وهى تكنولوجيا المستقبل ويتبقى أن تتوجه هذه الاستثمارات إلى أفريقيا.
نقلًا عن العدد الورقي...