اللص الأنيق !
عنوان قديم لروايات بوليسية، أمتعتنا في سنوات الصبا والشباب، لكنه يتجدد، ويصلح تعريفا وتوصيفا لأساليب تكنولوجية رخيصة تتحايل لسرقة الأموال، ومد اليد في جيوب الناس، دون استئذانهم .
وما سأحكيه ليس جديدا، وربما يتعرض له ملايين مثلي من المشتركين في شركات محمول، كنت أراجع الرسائل التي تمطرنا بها شركة محمول اتعامل معها من قبل أن يتغير اسمها، ولاحظت تناقصا قافزا في الرصيد المالي لى ، فوجدتها أرسلت إلى أمر الإذعان التالي: "أنت مشترك في خدمة ( اسم الشركة ) TV للاخبار الترفيهية و...... مقابل جنيه ونصف يوميا" (٤٥ جنيها شهريا )
وبعد قليل تأتيك رسالة استنطاع أخرى تبشرك: أنت مشترك في خدمة الأفلام ويسالك عن فيلم عمر وسلمى، وفيلم ٣٦٥ يوم سعادة، وينهى الرسالة بالخدمة ٢ جنيه يوميا "! (٦٠جنيها شهريا ) وخدمات أخرى سخيفة…
اقرأ ايضا: التسريب الثالث وهو الأخطر
كيف تصفون هذا الأسلوب الرخيص الوضيع؟ الأمر أشبه برجل محترم ملء هدومه، سمارت، متعطر، منتفخ، شامخ بأنفه ويمد يده في جيبك ويأخذ ما يشاء ويقول لك: أنت معى! هل هذا الأسلوب في أخذ أموال الناس يليق بشركة محمول كبيرة محترمة تنفق الملايين لتحسين صورتها وزيادة مشتركيها في إعلانات طول العام، تتكثف جرعتها المزعجة في شهر الصيام؟
لما تخصم منى كل شهر فوق الفاتورة ٤٥ جنيها للاخبار الترفيهية، ثم ٦٠ جنيها لاسئلة عن أفلام أو رياضة، ناهيك عن خمسة جنيهات مكالمات فائتة، وناهيك عن حمل الاغنية التالية واستمتع، ناهيك عن ضريبة المبيعات والقيمة المضافة.. كيف يكون حالي؟
لقد جردتمونى من جنيهاتى المعدودة أيها المضللون الضالون!
اتصلت بالشركة المستنطعة، وسألت الموظف الشاب المسكين في حدة :
مين قال لكم أنا عايز اشترك في خدمة الاخبار الزفتية ؟
أنا يا أخي، يا ابنى لم اشترك
ردوا الفلوس وعيب.. ده اسمه...
راجع المسكين ملفاتى الإلكترونية، وطال غيابه وانا أتقلب على جمر أغانيهم السمجة والحاحهم الاعلانى السقيم المتكرر، حتى عاد وجاءني بالمفتاح السحرى.
يا فندم اعمل شباك وأرقام ٨٨"ورقمان آخران ثم شباك.
طبعا لم اذكر اسم الشركة لأن هدفى ليس التشهير لكن التحذير، ومحتمل أن شركات مثلها مستنطعة على النحو ذاته، ومؤكد أن هذا احتيال، وهو مؤلم، لأن المحتال غنى عن الوضاعة في سحب فلوس الناس ومفترض أنه أمين على الخدمة، لا التعامل معنا على طريقة : شوف العصفورة، فأبص لفوق فيخطف ما في يدي !
واقرأ ايضا: الصحة العقلية للإدارة الأمريكية
على الجهاز القومى للاتصالات إن كان موجودا، علي قيد الحياة، أن يواجه هذا الفعل المشين، وانى لأتساءل أليس منكم، يا أيها السادة أعضاء الجهاز، من تلقى رسائل الإذعان والاستنطاع هذه ؟ ام تراكم مستثنون من الدفع ؟ لا أتصور مراعاة للنزاهة أنكم تتمتعون بمكالمات مجانية، فالمكافآت تغنيكم عن الحنق والغيظ الذي يعانيه مثلي من اقتضاء مال بدون وجه حق نظير خدمة اتصالية.
على الجهاز القومى للاتصالات أن يحقق في هذه الواقعة، وأن يحظر فرض خدمات مقابل أموال على المشتركين، وسكوته سيعتبر ضلوعا في اهدار أموال الناس لحساب شركات، يحاسبها وفقا للقانون . المظلوم في كل هذه القصة.. الشاب الموظف الذي يتلقى سيول الحنق والحدة والغيظ.. آسفون يا أبنائي، لقد صلبوكم على أسوار قلعة آيلة للسقوط!.