رضعت من زوجة خالي مع ابنتها الكبرى فهل يجوز لي الزواج من ابنتها الصغرى؟
يعد باب الرضاعة من الغير أحد أبرز الموضوعات التي تكثر الأسئلة به نظرًا لاختلاف أحوال السائلين به، ومن الأسئلة التي ترد في هذا الشأن هو "رضعت من زوجة خالي مع ابنتها الكبرى فهل يجوز لي الزواج من ابنتها الصغرى؟".
ومن جانبها أوضحت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، أن الرضاع يحرم على الرضيع: المرضعة وأصولها وفروعها وحواشيها، لقوله تعالى "وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ" وقوله صلى الله عليه وسلم "يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب".
وأضافت اللجنة أن الرضاع الذي تحرم به المصاهرة هو ما كان دون الحولين أي "السنتين " لقوله تعالى "وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ" فجعل تمام الرضاعة حولين، وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لا يحرم من الرضاع إلا ما فتق الأمعاء في الثدي وكان قبل الفطام".
حكم رفع الجنابة بالتيمم فى البرد الشديد؟.. الإفتاء تجيب
بالإضافة إلى أن يكون عدد الرضعات هو خمس رضعات متفرقات، وهو مذهب الإمام الشافعي وأحمد رحمهما الله تعالى وهو قول ابن حزم أيضاً واستدلوا بحديث عائشة رضي الله عنها قالت: "كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرّمن، ثم نسخن بخمس معلومات، فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهنَّ فيما يقرأ من القرآن"، وثالث الشروط هو خروج اللبن من امرأة حية ووصوله إلى معدة صَّبِيِّ حَيّ.
وتابعت اللجنة : "إن كان السائل قد رضع من زوجة خاله بالشروط السابقة ، فإنه يحرم عليه الزواج بابنة خاله، حتى ولو لم تكن هي التي رضعت معه، لأن زوجة خاله تصبح أما له من الرضاعة ويحرم على السائل الزواج من جميع بناتها، من رضعت معه، ومن لم ترضع معه ، لأنهن فروع المرضعة كما تقدم".
واستطردت اللجنة : "كما يحرم الزواج بكل بنت رضعت من امرأة خاله .وننبه السائل إلى أن الأحوط في حالته الأخذ بمذهب الحنفية والمالكية وهو عدم الزواج من أي واحدة من بنات خاله ، لأنها أخته من الرضاع إذ الرضاع يثبت بمجرد مص الثدي عند هؤلاء الفقهاء ".
