نص كلمة البابا تواضروس للكاثوليك في عيد الميلاد
قدم قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية التهنئة لغبطة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك على رأس وفد كنسي رفيع ضم نيافة الأنبا مرقس مطران شبرا الخيمة والأنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي والأنبا إكليمندس أسقف كنائس مدينة نصر والأنبا ميخائيل الأسقف العام لكنائس حدائق القبة.
وجاء في نص كلمة البابا تواضروس الثاني:
بسم الأب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين، كل سنة وحضراتكم طيبين، سنة جديدة سعيدة وميلاد المسيح يفرحنا كلنا، اعتدنا أن نتقابل في هذه المناسبات الجميلة ونتبادل المحبة والتهنئة في المناسبات، الميلاد هو فرحة لكل العالم ونبدأ بها سنة جديدة.
وفي الميلاد نقابل شخصيات كثيرة ومشاهد كثيرة ولكن أنا أريد أن أقف عند مشهد أمنا العذراء عندما علمت بالبشارة المجيدة وقالت تسبيحتها الخالدة "تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي" وهذه العبارة تكون مبدأ لحياة الإنسان المسيحي بصفة عامة.
"تعظم نفسي الرب" تعني العلاقة الشخصية التي تكون بين الإنسان والسيد يسوع المسيح وتعني هذه العبارة أن المسيح هو أولًا في حياتك وهذه العبارة تدل على نجاح أمنا العذراء وهي فخر جنسنا ونسميها في التسابيح السماء الثانية وفي الأيقونات تلبس الرداء الأزرق لون السماء، فهذا المعنى هو معنى للنجاح وأن يكون الله أولًا دائما في حياتي ، وجود الله أولًا في حياة الإنسان هو خطوة من خطوات النجاح، أحيانًا الإنسان يكون لديه ميول لأفكار أو مبادئ أخرى ولكن المبدأ الصحيح أن تكون البداية مع الله، و"تعظم نفسي الرب" تعني الاستمرارية، تعظيم الإنسان لله في حياته سبب للنجاح والتقدم، والمجتمع الذي يبعدعن الله دائمًا يكون مجتمع غير ناجح وإن كانت ناجحا فهو نجاح بارد بلا حياة. أمنا العذراء تضع أمامنا ونحن نحتفل بميلاد السيد المسيح الخطوة الأولى والأساس المتين في مشوار النجاح في حياة الإنسان.
الخطوة الثانية:البحث عن السعادة:" تبتهج روحي بالله مخلصي "كما جاء الملاك للرعاة وقال لهم" أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب" وهو ميلاد المخلص، التجسد الذي نحتفل به في عيد الميلاد هو الخطوة الأساسيةنحو الخلاص.
" تبتهج روحي بالله مخلصي" : السيد المسيح لم يصلب بعد وكان السيد المسيح لم يولد بعد ولكن أمنا العذراء تضع أمامنا أن بهجة الإنسان وفرحه هو فرح بالخلاص هناك أشياء كثيرة في العالم نفرح بها لكن كل هذه الأفراح ليست من السماء هي من الأرض، أما الفرح الحقيقي الذي يسكن ويدوم في حياة الإنسان هو الفرح بالخلاص واحتفالنا في الميلاد معناه أننا نتوجه نحو الصليب لأن التجسد والميلاد كان بداية الطريق للصليب.
أمنا العذراء تقدم لنا الدرس الأول أن يكون الله الأول في حياتك والدرس الثاني أن الفرح الحقيقي الموجود معك دائمًا على الأرض ويمتد إلى السماء هو "بهجة الخلاص" وبهجة الخلاص هو العمل الذي يفرح الإنسان من داخله.احنا النهاردة نفرح مع الرعاة والمجوس والملائكة ونفرح بوجود المحبة التي تشملنا جميعًا وهي ليستكلمة أو زيارة وإنما هي شعور نعيشه ونقدمه ويكون مسئوليه علينا أن نساهم في بناء المحبة التي تجمع الجميع. كل سنة وحضراتكم طيبين، غبطة البطريرك والآباء المطارنة والآباء الرهبان والكهنة وكل الشمامسة وكل الشعب باسم الكنيسة وباسم الآباء الأحباء الأساقفة والكهنة نهنئ الجميع ونصلي أن يكون عامًاجديدًا.وطبعًا سنه٢٠٢٠ شكلها لطيف ونستبشر بها خيرًا، ربنا يفرحنا جميعًا ويديم هذه المحبة ويعطينا دائمًاأن يكون الله الأول في حياتنا وأن تكون لنا فرحة الخلاص، لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين.