رئيس التحرير
عصام كامل

حكم الصلاة في وسائل المواصلات المختلفة؟ .. داعية أزهري يجيب

الشيخ ماهر خضير
الشيخ ماهر خضير

حكم الصلاة في وسائل المواصلات المختلفة .. قال الشيخ ماهر خضير، داعية بوزارة الأوقاف إن  الرسول صلى الله عليه وسلم أوصانا بالحفاظ على الصلاة، فهي أول أركان الإسلام الخمس، وهي أول الأعمال التي يسأل عنها العبد يوم يقف بين يدي الله عز وجل، فإن صلحت صلح أمره وفاز برضى ربه، وإن فسدت فسد أمره ونال السخط والعذاب من الله تعالى، وحثنا رسولنا الكريم على أدائها في موعدها وعدم تأجيلها، فيكره من العبد أن يؤجل صلاته بغير عذر، كما يكره منه أن يشغله عنها شاغل من أمور الحياة الدنيا، ومن هنا تأتي أهمية بيان حكم الصلاة في وسائل المواصلات المختلفة وخاصة مع انتشار الأعمال هنا وهناك مما يستوجب على أغلب الناس السفر والتنقل وربما لساعات طويلة بالطائرة أو البواخر أو القطارات وأثناء سفره يأتي عليه أوقات صلاة فرض من الفروض وربما أكثر من فرض ، فكيف عليه أن يفعل حينئذ ؟

 

وأضاف خضير، الإسلام دين رحمة وتيسير لا مشقة وتعسير قال تعالى (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) فشرع تيسيرًا على المسافر أن يقصر الصلاة الرباعية ويجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَجْمَعُ بَيْنَ صَلاَةِ الظُّهْرِ وَالعَصْرِ إِذَا كَانَ عَلَى ظَهْرِ سَيْرٍ، وَيَجْمَعُ بَيْنَ المَغْرِبِ وَالعِشَاءِ وعن أبي نضرة قال: قام شاب إلى عمران بن حصين قال: فأخذ بلجام دابته فسأله عن صلاة السفر، فالتفت إلينا فقال: أن هذا الفتى يسألني عن أمر، وأني أحببت أن أحدثكموه جميعا،ً غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوات، فلم يكن يصلي إلا ركعتين ركعتين حتى يرجع المدينة، زاد زياد بن أيوب: وحججت معه، فلم يصل إلا ركعتين حتى يرجع إلى المدينة، وقالا: أقام بمكة زمن الفتح ثمانية عشر ليلة يصلي ركعتين ركعتين، ثم يقول لأهل مكة: صلوا أربعاً فإنا قوم سفر، وغزوت مع أبي بكر وحججت معه، فلم يكن يصلي إلا ركعتين حتى يرجع، وحججت مع عمر حجات، فلم يكن يصلي إلا ركعتين حتى يرجع، وصلاها عثمان سبع سنين من إمارته ركعتين في الحج حتى يرجع إلى المدينة ثم صلاها بعدها أربعا.

 

وأكد أنه على المسافر أن يصلي جماعة إن تيسر له ذلك ، فإن لم يتيسر صلى فردًا حسب الاستطاعة فعَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما أنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «صَلاةُ الجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلاةَ الفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً». وله أن يصلي في الطائرة، أو السفينة، أو القطار، أو الحافلة قائماً، فإن لم يستطع صلى قاعداً، وأومأ برأسه بالركوع والسجود، ويصلي الفريضة مستقبل القبلة وهذا تفصيل لحكم لكيفية الصلاة

  حكم الصلاة في وسائل النقل المختلفة

وأوضح أن الصلاة إما  أن تكون فرضا وإما أن تكون نفلًا :-

 

دعاء البرد الشديد ونزول المطر

أولًا – صلاة الفريضة / إذا كان المسافر لا يستطيع النزول إلى الأرض لأداء صلاة الفريضة كركاب الطائرات والسفن والقطارات، فلا يخلو الأمر من حالين: 1 - أن يستطيع استقبال القبلة والركوع والسجود، فهذا تلزمه الصلاة بكيفيتها المعتادة. 2 -أن يستطيع استقبال القبلة، لكن لا يستطيع الركوع أو السجود، فهذا يلزمه استقبال القبلة عند تكبيرة الإحرام، ثم يكمل صلاته حسب ما يتوجه به مركوبه، ويومئ برأسه في الركوع والسجود، سواء كان على دابة، أو سيارة، أو طائرة، نقَلَ الإجماعَ على ذلك: النوويُّ، وابنُ الملقِّن، والصنعانيُّ، والشوكانيُّ،وأنَّ ذلك إنَّما يجوزُ للحاجةِ إلى ركوبِ الوسيلة وتعذُّرِ العدولِ في أوقاتِ الصَّلاةِ عنها ومنعوا ذلك على الراحلة لإمكان العدول عنها فعَنْ جَابِرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، يصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ، فَإذَا أرَادَ الفَرِيضَةَ، نَزَلَ فَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ. متفق عليه.

ثانيًا – ثانيًا النوافل / يسن للمسافر التنفل على ظهر الراحلة، ويسن أن يستقبل القبلة عند تكبيرة الإحرام إن تيسر، وإلا صلى حيثما توجهت به الراحلة.

وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي فِي السَّفَرِ عَلَى رَاحِلَتِهِ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ، يُومِئُ إِيمَاءً، صَلاَةَ اللَّيْلِ إِلاَّ الفَرَائِضَ، وَيُوتِرُ عَلَى رَاحِلَتِهِ. متفق عليه. وخلاصة القول : تصح الصلاة في الطائرة وهي تطير في الجو كما تصح الصلاة في الباخرة، والسفينة، ونحوها، كالقطار، وهذا أشبه بحال الضرورة؛ لأنه لا يستطيع إيقافها ولا النزول لأداء الصلاة، ولا يجوز تأخير الصلاة(الفرض)عن وقتها ويأتي بأركانها كاملة إلا ان تعذر عليه ذلك، وأيضا تصح الصلاة في السيارة إذا جدّ به السير، ولم يتمكن الراكب من إلزام السائق بإيقاف السيارة، وخشي خروج الوقت؛ ويستقبل القبلة فإن عجز اجتهد في ذلك قال الله تعالى: (فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ) وقال الله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن: 16] ،ومن السُّنَّة عن أبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عَنْه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إذا أمرتُكم بأمرٍ فأتُوا منه ما استطعتُم)) .

الجريدة الرسمية