رئيس التحرير
عصام كامل

لو كنت رئيسًا!


في ذات اليوم الذي أعلنت فيه إثيوبيا تحويل مجرى نهر النيل قرر القضاة في مصر الاعتصام احتجاجًا ورفضًا لمشروع قانون يدبر مذبحة لهم، وقرر الفنانون والمثقفون التظاهر رفضًا لوزير أعلن الحرب عليهم وعلى الثقافة..

لذلك لا يجب أن نلوم إثيوبيا إذن لأنها انتهزت وقتا امتلأ فيه جسد الوطن بالجراح لكى تتخذ الخطوة الأولى العملية لبناء سد النهضة الذي في أحسن الأحوال ستكون له آثار سلبية علينا بتقليل وتخفيض حصتنا من مياه النيل على الأقل خلال فترة تخزين بحيرة هذا السد بالمياه.

لو كنت مكان محمد مرسي رئيس الجمهورية لشرعت على الفور في تضميد جراح الوطن حتى نكون قادرين على مواجهة التحديات الخارجية التي تواجهنا الآن وعلى رأسها العوز المائي الذي ينتظرنا خلال سنوات قريبة.

لو كنت مكان دكتور محمد مرسي لنسيت انتمائي لجماعة الإخوان وتذكرت فقط انتمائي لبلد تتهدده المخاطر وسعيت لجمع كل الناس حولي بدلا من تهديد بعضهم سواء باللمز والهمز أو بالإجراءات العملية من خلال البلاغات والملاحقات الأمنية.

لو كنت مكان دكتور محمد مرسي لقمت على الفور بإقالة الحكومة المالية وشرعت في التشاور مع الجميع، أقول الجميع، لتشكيل حكومة تلقى رضاءً شعيبا واسعا تكون قادرة بالفعل على إدارة شئون البلاد في هذه المرحلة الحرجة.

لو كنت مكان دكتور محمد مرسي لأعلنت تأجيل الانتخابات البرلمانية لحين الاتفاق على مشروع قانون انتخابات بين جميع الفرقاء السياسيين.

لو كانت مكان دكتور محمد مرسي لشرعت في تعديل الدستور فورًا في ضوء اعتراضات القوى المدنية عليه.

لو كنت مكان دكتور محمد مرسي لأعلنت استعدادي لانتخابات رئاسية مبكرة قبل ٣٠ يونيو لكن لأنني لست في مكان دكتور محمد مرسي وليس دكتور محمد مرسي في مكاني لن يحدث شيء من ذلك كله.. ولن يفعل دكتور مرسي شيئًا إلا إذا أكرهه الناس عليه.
الجريدة الرسمية