رئيس التحرير
عصام كامل

أعمى يبدع أروع اللوحات التشكيلية


هل دار بخلدك يومًا أن يرسم الكفيف، ويبدع لوحات تشكيلية مبهرة، يعجز عن رسمها فنانون مبصرون؟

هل فكرت يوما في إمكانية أن يمسك ذلك الشخص الضرير، الذي حُرم نعمة البصر، الريشة ويرسم شخوصا ومظاهر الطبيعة التي لا يراها، فتخرج أعماله متقنة.. لا تملك أمامها إلا أن تضرب كفًا بكف، وتردد في دهشة: سبحان الله.


لقد فعلها الفنان المغربي إسماعيل المسعودي، ونجح في تحقيق ما يراه الكثيرون مستحيلاً.. وتمكن بمساعدة من أستاذه من أن يبدع لوحات تشكيلية يعجز عن رسمها شخص مبصر، وعندما تسوقك الأقدار، وتقف أمام لوحاته.. سوف تشعر حتمًا بالضآلة.. أمام هذه الحالة من الإبداع الكامنة في جوانح رجل فقد بصره وهو في العاشرة من عمره.

يدين المسعودي لأستاذه عبد الإله الرمحاني بالفضل فيما وصل إليه من شهرة وانتشار، لأنه الذي رسخ داخله أنه باستطاعة الشخص الكفيف أن يرسم انطلاقًا من قواعد خاصة من ابتكاره.

يقول المسعودي:«نعم.. كان لديَّ اهتمام بالفن التشكيلي.. لكنه اهتمام عادي كفن من الفنون، وبعد أن بدأنا تنفيذ الفكرة، وبقواعد خاصة، وبتعاون مع أستاذي الرمحاني.. اكتشفنا أن الأمر ليس مستحيلاً، وأن الإرادة قادرة على صنع كل شيء.. ووجدت هذه الفرصة تناسب شخصيتي التواقة إلى التحدي - تحدي الإعاقة على وجه الخصوص - فالرسم التشكيلي هو فن قد لا يستطيع القيام به حتى بعض المبصرين.. فما بالك بشخص كفيف»؟ ونكمل غدًا..

الجريدة الرسمية