رئيس التحرير
عصام كامل

هذا هو الإسلام.. 2


قبل أن نبدأ
نزل القرآن الكريم على عبده ورسوله عليه الصلاة والسلام بين مكة والمدينة واكتمل في ثلاثة وعشرين عاما كاملة.. ورغم ذلك لم يرد إلينا نصا أو نقلا ما يفيد بتفسير الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام للتنزيل الحكيم.. وكنا نتساءل عن سر ذلك فلم نجد إلا أن رسولنا يبلغنا بإشارته تلك أن تفسير التنزيل الحكيم يرتبط بالأرضية المعرفية لكل عصر.. يتحرك معه من زمان إلى زمان لتتشكل المعادلة الرائعة التي صاغها المفكر السوري الكبير الدكتور محمد شحرور بقوله "ثبات النص وتحرك المحتوى" فمثلا: الآية التي تصف ترتيب تشكل الأجنة في بطون الأمهات "ثم خلقنا النطفة علقة وخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما" هي كما نزلت منذ ما يزيد على أربعة عشر قرنا.. لكن فهم النص تحرك من زمن إلى زمن حتى بلغنا زماننا الذي نعيشه الآن.. ومثلا: آية شكل الأرض وكرويتها النسبية موجودة منذ نزول القرآن وظل تفسيرها يتحرك من عصر إلى آخر حتى تأكد في العصر الحديث.. وهكذا.. وهو ما يجعل القرآن فعلا وليس قولا صالحا لكل زمان ومكان.. ولذلك كانت حكمته صلى الله عليه وسلم في ترك تفسير القرآن للمسلمين في كل عصورهم وأزمانهم لا يجمده عند عصر معين وهذا أيضا إعجاز في ذاته لا شك في ذلك.. وللحديث بقية.
الجريدة الرسمية