مفهوم تجديد الخطاب الدينى وهل يمس ثوابت الدين؟
تتردد على الألسنة عبارة تجديد الخطاب الدينى وقد أصدرت دار الإفتاء فتواها فى شأن تجديد الخطاب الدينى فقالت ان تجديد الخطاب الدينى امر تفرضه الظروف والاحداث والمستجدات فى جميع مجالات الحياة وتغير الازمنة ، والمراد بتجديد الخطاب الدينى تطوير اساليب الدعوة الى الله ورسوله بما يتناسب مع العصر الذى نعيش فيه وفى ضوء الامر الالهى الوارد فى قوله تعالى :"ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى احسن " النحل 125
حول المقصود بهذا التجديد يقول فضيلة الدكتور على جمعة مفتى الديار السابق : ينحصر مفهوم الخطاب الدينى فى معنى واحد هو العودة المباشرة للمصادر الاصلية التى ينطلق منها الخطاب الدينى وهى القران والسنة الصحيحة وما تعارف عليه أئمة المسلمين وعلماؤهم وأجمعوا عليه . وان العودة المباشرة للمصادر الاصلية تعنى تنقية الخطاب الدينى مما لحقه فى الحقب المتأخرة من التأثر بالعادات والتقاليد والابتعاد قليلا او كثيرا عن روح النصوص المقدسة ومقاصدها وغاياتها . كما ان تجديد الخطاب الدينى يعنى تنقيته من التأثر بالثقافات المخالفة والتى تتعاكس مع ثقافة الاسلام وبخاصة فيما يتعلق بالابااحية والتفلت وما يسرب تحت مظلة حقوق الانسان من القول بالشذوذ والاجهاض ونحوها ، فكل هذه آفات ضارة وقاتلة للخطاب الدينى الصحيح . واذا كنا نرفض الخطاب المتشدد والمتشائم والمهول والمتطرف فإننا بنفس القدر نرفض الخطاب اللعوب والمفتوح والمختلط بعناصر شاذة لايرضى عنها الاسلام من قريب او بعيد .
ترجمة خطبة الجمعة "وَحدة الوطن سبيل قوته" لـ18 لغة والخطاب الصحيح هو القائم على ثوابت الدين الذى يقوم الواقع ويضبطه ويصححه على اساس من هذا الدين الذى يرتكز اول ما يرتكز على مقومات الفضيلة والاخلاق واحترام القيم مؤكدا انه ليس المقصود من تجديد الخطاب الدينى مسايرة هذا الخطاب للواقع وتبريره حتى وان كان هذا الواقع منحرفا ، فمثل هذه المحاولات هى هدم للخطاب الدينى وتقويض له من الجذور وليست من التجديد لافى قليل ولا فى كثير .وما نحتاج اليه هو العودة الى القران الكريم وجعله كتاب هداية وان نطلع على السنن الالهية التى ارشدنا الله سبحانه وتعالى اليها كسنة التوازن والتعارف والتدافع والتكامل .