حكم اصطحاب الأطفال المعروفين بالشغب إلى المسجد؟
اعتنى الإسلام بالأطفال، وأمر الآباء والأولياء بأن يأمروا يدربوا أولادهم على الصلاة وهم أبناء سبع سنين ويأمروهم عليها وهم أبناء عشر سنين وفي هذا الإطار يتسائل البعض عن حكم اصطحاب الأطفال المعرفين بالشغب ودائما مايثيرون قلقا عند ذهابهم إلي المسجد.
واستدل العلماء على جواز إحضار الأطفال عمومًا إلى المساجد بأحاديث، منها ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي قتادة الأنصاري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كان يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب رنبت –رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم- ،كما قال الحافظ ابن حجر في كتاب "فتح الباري" " واستدل بالحديث السابق على جواز إدخال الصبيان في المساجد".
كما أخرج الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "إِنِّي لَأَدْخُلُ فِي الصَّلاَةِ وَأَنَا أُرِيدُ إِطَالَتَهَا، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلاَتِي مِمَّا أَعْلَمُ مِنْ شِدَّةِ وَجْدِ أُمِّهِ مِنْ بُكَائِهِ".
وفي هذا الإطار أوضحت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، أن المكان الصحيح لتعليم الأطفال الصلاة وغيرها من أحكام الشرع هو المسجد، مشيرًة إلي أنه كما يندب تدريب الأولاد على الصلاة والطاعات فى المنازل، يندب كذلك تدريبهم على الأعمال الجماعية لتقوية روح الاجتماع فى نفوسهم.
حكم صلاة الجنازة على الجنين المتوفي في الشهر السابع؟.. الإفتاء تجيب
وأضافت اللجنة أن تدريبهم على الأعمال يشمل عده أوجه أهمها هو شهودهم لصلاة الجمع والجماعات فى المساجد، لافتا إلي أن الفقهاء تحدثوا عن ترتيب صفوف الجماعة فقالوا: يكون الرجال فى الصفوف الأولى ثم يليهم الصبيان ثم يليهم النساء. وأوضحت اللجنة أن الأطفال كانوا يحضرون إلى المسجد في عهد الرسول-صلى الله عليه وسلم- وكان عليه الصلاة والسلام يخفف الصلاة ويقصرها عندما يسمع بكاء طفل في المسجد، بل إنه عليه - الصلاة والسلام – قطع خطبته وحمل الحسن والحسين، لما دخلا المسجد فرآهما يعثران في ملابسهما فحملهما .
وأوضحت لجنة الفتوي أنه إن كان الطفل لا يعبث في المسجد ولا يؤذي المصلين فلا مانع في حضوره للمسجد، وعليه يحمل حديث الحسن والحسين، لافتا إلي أنه يفضل أن يكون الطفل بجوار أبيه أو أحد أقاربه الكبار، كما يجب أنه يتم تعليميه آداب المسجد، وأن يتم تحذيره من أذية الناس وتخطيهم وغير ذلك قبل أن يذهب إلى المسجد.