هل خدمة الزوجة لزوجها من باب الفضل أم الفرض؟
هل خدمة الزوجة لزوجها من باب الفضل أم الفرض ؟.. يجيب السؤال فضيلة الدكتور صبرى عبد الرءوف أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر فيقول: اتفق الفقهاء على أنه يجوز للزوجة أن تخدم زوجها فى البيت ولا فرق فى ذلك بين الغنية والفقيرة، وهذه مسألة لا خلاف فيها بين الفقهاء. إنما الخلاف فى وجوب خدمة المرأة لزوجها فذهب الشافعية والحنابلة وبعض المالكية إلى أن خدمة الزوجة لزوجها غير مستحبة خاصة إذا جرت العادة بذلك، أما الحنفية فذهبوا الى وجوب خدمة المرأة لزوجها.
وقد استدل الفقهاء الذين قالوا استحباب خدمة الزوجة لزوجها خاصة فيما جرت به العادة بما روته كتب السنة الصحيحة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قضى بين السيدة فاطمة وبين زوجها على بن أبى طالب بأن فاطمة رضى الله عنها تقوم على خدمة زوجها داخل البيت، أما سيدنا على رضى الله عنه فعليه أن يقوم على خدمتها خارج البيت. والثابت ايضا كما روى الإمام مسلم فى صحيحه أن الرسول عليه السلام كان يأمر نساءه بخدمته فكان يقول يا عائشة أطعمينا يا عائشة اسقينا يا عائشة، وفى رواية أخرى، يا عائشة هلمى بالمدية أى احضرى السكين واشحذيها بحجر. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن المرأة تقوم على خدمة زوجها خاصة فيما جرت به العادة، والرسول صلى الله عليه وسلم حينما يأمر عائشة بأن تحضر له الطعام فإن هذا يدل على أن خدمة الزوجة لزوجها أمر مشروع ويكفى أن الرسول قال "لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها.
خالد الجندي: "البيوت خربانة والشيوخ بتتكلم فى السحر" | فيديو
وهذا الحديث يدل على مشروعية خدمة الزوجة لزوجها لوجوب طاعته فيما ليس فيه معصية خاصة وأن الحياة الزوجية شركة بين زوجين ينبغى لكل منهما أن يكون عونا لصاحبه ييسر له الأمر بقدر المستطاع، ولا يجوز لأحدهما أن يحمل الآخر فوق طاقته، لأن الإنسان لا يستطيع أن يتحمل ما لا يطاق. ولكل ذلك من باب التراحم وحسن العشرة ومراعاة الله تسود المودة والمحبة بين الزوجين وبغير ذلك تنقلب الحياة الزوجية الى جحيم لا يطاق، ونعوذ بالله من ذلك.