حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم
هل يجوز تهنئةغير المسلمين بعيدهم ومناسباتهم الاجتماعية خاصة فى وجود صلة زمالة أو جوار أو غير ذلك من العلاقات الاجتماعية التى تقتضى حسن المعاشرة .
يجيب الدكتور محمود كريمة استاذ الفقه المقارن بجامعة الازهر : لا بأس من ذلك وهناك ادلة متعددة على ضرورة ذلك . الدليل الاول :قوله تعالى "لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين "الممتحنة 8 ، وهنا أمر الله تعالى بالبر اليهم وهو اعلى درجات الاحسان فمن البر لمن لم يقاتل المسلم فى دينه او يخرجه من دياره واهله ان يهنئه بعيده .
الدليل الثانى :روى الشيخان بسندهما عن اسماء بنت ابى بكر انها جاءت الى النبى صلى الله عليه وسلم فقالت :يارسول الله ان امى قدمت الى وهى مشركة ، وهى راغبة أى فى صلتها والاهداء اليها ، أفأصلها ؟قال :صلى أمك .متفق عليه الدليل الثالث :قال تعالى "اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين اوتوا الكتاب حل لكم ، وطعامكم حل لهم ، والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم "المائدة 5..وهنا أباح الله للمسلم الزواج من الكتابيةومن المعلوم ان الزوج والزوجة يكون بينهما مودة ورحمة وليظهر لها سماحة الاسلام ورحمته بتهنئتها بعيدها . الدليل الرابع :قال تعالى "واذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها "الروم 21 ..فلا يحسن للمسلم ان يكون أقل كرما من الكتابى بأن يحسن رد تحيته وتهنئته . الدليل الحامس :عن نافع بن عبدالله بن عمر ان عمر بن الخطاب رضى الله عنه رأى حلة سيراء عند باب المسجد فقال يارسول الله لو اشتريت هذه ولبسته يوم الجمعة فقال رسول الله "انما يلبس هذه من لا خلاق لهم فى الاخرة ، ثم جاءت الرسول حلل فأعطى عمر بن الخطاب منها حلة ، فقال عمر :يارسول الله كسوتنيها وقد قلت قبل ذلك ماقلت ، قال رسول الله انى لم أكسكها لتلبسها فكساها عمر أخا له مشركا بمكة .
"وحدة الوطن سبيل قوته".. موضوع خطبة الجمعة المقبلة
وهذا الحديث يؤكد ان هناك نوعا من الصلة الانسانية بين البشر رغم اختلاف الديانة وهكذا وبإجماع اهل العلم تجوز تهنئة غير المسلمين بعيدهم .