"مؤشر الإرهاب".. جيش مصر ينتصر على "طيور الظلام".. الأمن المصري حقق أكبر معدل عالمي في انحصار عدد العمليات الإجرامية
أصدر مؤشر الإرهاب العالمي تقريره لعام 2019، والذي أعلن من خلاله نجاح القوات المسلحة المصرية والشرطة في تحقيق أكبر معدل عالمي في انحصار عدد ضحايا الحوادث والعمليات الإرهابية بنسبة وصلت إلى 90% خلال عام واحد فقط، ما يؤكد نجاح جهود الجيش والشرطة في التصدي للإرهاب.
الطريق الصحيح
من جانبه قال العميد خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب: إن تقرير مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2019م والذي أعلن نجاح القوات المسلحة والشرطة في تحقيق أكبر معدل عالمي في انحصار عدد ضحايا العمليات الإرهابية، يؤكد أن أجهزة الأمن المصرية تسير على الطريق الصحيح، ويكشف حجم جهودها وتضحياتها في مواجهة الإرهاب والعناصر التكفيرية.
ولفت "عكاشة" إلى أن القوات الأمنية سواء من الجيش أو الشرطة نجحت في تنفيذ عمليات استباقية ضد خلايا إرهابية، قبل تنفيذ عناصرها أي شكل من أشكال التهديد على المواطنين في شمال سيناء خلال السنوات الماضية، مضيفا أن النجاحات الكبيرة التي تحققت في سيناء، مهدت الطريق لأجهزة المعلومات التابعة لوزارة الداخلية والقوات المسلحة وغيرها من الأجهزة المعاونة لامتلاك سيطرة معلوماتية تكتشف الخلايا الإرهابية.
خطة طواريء
وأوضح أن مصر أدارت خطة طوارئ وطنية شاملة، استهدفت المسار السياسي الخارجي والداخلي، والمسار الأمني المتمثل في أكبر عملية لمكافحة الإرهاب على مستوى العالم وفي تاريخها وهي العملية الشاملة 2018،وأضاف أن هذه العملية بدأت تؤتي ثمارها، مشيرا إلى أن مصر تقدم نموذجا فريدا وناجحا في مكافحة الإرهاب.
وأكد "عكاشة" أن العملية الشاملة "سيناء 2018" استطاعت تحطيم قدرات التنظيمات الإرهابية، وأن تنخفض بمعدلات العمليات الإرهابية إلى أدنى مستوياتها، وأشار إلى أن تقرير مؤشر الإرهاب اضطلع بإعداده معهد الاقتصاد والسلام الدولي"IEP"، حيث يقع مقره الرئيسي بمدينة سيدني الأسترالية، كما يضم فروعا له في كل من نيويورك ومكسيكو سيتي ولاهاي، وعمل المعهد منذ وضع منهجه على تطوير مجموعة من مؤشرات السلام العالمية والوطنية، وحساب التكلفة الاقتصادية للعنف، من خلال تحليل المخاطر على المستوى القطري، والوصول إلى فهم أعمق للظروف التي تدعم السلام الإيجابي.
مؤشر الإرهاب العالمي
وكشف "مدير المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية" أن المعهد يصدر مجموعة من التقارير الرئيسية التي تترجم هذه التوجهات، ولعل أشهرها هو مؤشر الإرهاب العالمي"GTI"، الذي يقدم ملخصا شاملا الاتجاهات والأنماط العالمية الرئيسية في الإرهاب، وهو يصدر سنويا مختص بكل عام على حدة، بعد تحليل حزمة من البيانات التي تمتد على مدار 16 عاما مضت على تاريخ الإصدار.
4 تصنيفات
ولفت "عكاشة" إلى أن تقرير "GTI" يعتمد على بيانات موثقة، من قاعدة بيانات الإرهاب العالمي"GTD"، ويصنف فيه 163 بلدا على أساس أربعة مؤشرات، وهذه المؤشرات هي عدد الحوادث الإرهابية في عام الإصدار، وعدد الوفيات الناجمة عن تلك الحوادث، وعدد الإصابات الناجمة عن نشاط الإرهابيين، فضلا عن قياس إجمالي الأضرار التي لحقت بالممتلكات من تلك الحوادث الإرهابية عن العام.
وأكد مؤشر الإرهاب العالمي أن الأجهزة الأمنية المعنية نجحت من خلال العملية الشاملة "سيناء 2018" في خفض عدد الوفيات خلال عام 2018، بمعدل 592 فردا، مقارنة بمعدل الوفيات الناجمة عن العمليات الإرهابية في عام 2017، بمعدل انخفاض يناهز 90%.
وأرجعت نتائج المؤشر، انخفاض معدلات الوفيات في مصر جراء الحوادث الإرهابية إلى الجهود الكبيرة للقوات المسلحة في مواجهة الإرهاب في سيناء، حيث انخفض نشاط العناصر التكفيرية، بشكل ملحوظ بعد العمليات الناجحة للجيش والشرطة ضد العناصر الإرهابية، وأشار "المؤشر" إلى أن عدد العمليات الإرهابية انخفض خلال عام واحد بنسبة 375.5%، مؤكدا تهاوي عدد العمليات الإرهابية في مصر من 169 عملية إرهابية إلى 45 عملية فقط نتيجة زيادة نشاط مكافحة التنظيمات الإرهابية في سيناء، وتحديدا ضد العناصر التكفيرية.
القواعد الإرهابية
ومن جانبه قال اللواء فؤاد علام، عضو المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب، إن هناك تراجعا في معدل العمليات الإرهابية على عكس السنوات الماضية التي وصل فيها الإرهاب إلى قلب العاصمة مثل حادث تفجير مديرية أمن القاهرة وغيرها من العمليات، مضيفا أن العمليات الإرهابية أصبحت تتم حاليا على فترات متباعدة وضعيفة، مشيرا إلى أن أجهزة الأمن تمكنت من القضاء على معظم قواعد الجماعات الإرهابية.
وقال "فؤاد علام" : "ننتظر موجة جديدة من العمليات"، مؤكدا أن الدولة تحارب الإرهاب لكنها لا تكافحة، مشيرا إلى أن عملية مكافحة الإرهاب تحتاج إلى 6 محاور بالإضافة إلى المحور الأمني، وأوضح أن هذه المحاور هي: "اقتصادي، سياسي، إعلامي، ثقافي، ديني، تعليمي" مشيرا إلى أن الفكر الإرهابي منتشر على السوشيال ميديا.
وبالنسبة إلى المحور الاقتصادي أكد اللواء فؤاد علام أنه يجب تنفيذ المشروعات القومية والقيام بنهضة صناعية وزراعية تقضي على البطالة وتساعد في استقرار أهالي سيناء، مشيرا إلى أن التنمية من العوامل الرئيسية لمكافحة الإرهاب.
وأشاد "فؤاد علام" بمجهود الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، في مكافحة الإرهاب، مؤكدا أنه يصدر العديد من الكتب في تجديد الخطاب الديني وينظم ندوات دينية تفند الفكر المتطرف، وتوعي الشباب بخطورة الجماعات الإرهابية، كما أشاد بمرصد الفتاوى التكفيرية، مشيرا إلى أنه يفكك الفكر المتطرف ويواجهه بالحجج والأسانيد العلمية.
ودعا "عضو المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب" الأزهر وشيخه الدكتور أحمد الطيب إلى القيام بدور أكبر في مواجهة الإرهاب، مؤكدا أن شيخ الأزهر الراحل جاد الحق على جاد الحق أصدر كتاب "بيان للناس" لمواجهة التطرف، مشيرا إلى أن هذا الكتاب نموذج يحتذى به في مواجهة التطرف، كما دعا شيخ الأزهر لنشر هذا الكتاب وتدريسه للطلاب.
وطالب اللواء فؤاد علام بتزويد قوات الأمن بالمركبات والمعدات والأجهزة والتكنولوجيا الحديثة لتنفيذ مهمتها بكفاءة، وشدد على أهمية تشكيل المجلس القومي لمكافحة الإرهاب وكذلك تشكيل مجلس عربي لمكافحة الإرهاب وأيضا مجلس دولي، لوضع خطة إستراتيجية شاملة تتبناها عدة دول لمواجهة الإرهاب والقضاء عليه في العالم.
وأوضح أن نظام التعليم في مصر تلقيني الأمر الذي يؤدي إلى تخريج أجيال تتقبل المعلومات بدون نقد ولا تقبل الرأي الآخر وذات فكر أحادي، مضيفا أن الجماعات الإرهابية ترى نفسها أنها تحتكر الحقيقة المطلقة وأن غيرها على خطأ، ولفت إلى أن الإعلام عليه دور كبير في التركيز على الشخصيات والمؤسسات التي تفند الفكر المتطرف، كما يجب عليه نقل الأفكار التي تساعد في تنمية وعي الشباب، ودعا إلى تكاتف جميع المؤسسات ودور العبادة وقصور الثقافة والمجتمع إلى التكاتف لمواجهة هذا الخطر الذي يهدد الأمة المصرية.
نقلًا عن العدد الورقي...،